| مقـالات
ما هو الوقود الذي أعطى الانتفاضة حيويتها ولهيبها الذي جعلها تؤجج الشارع الشعبي بهذه الصورة النبيلة النجيبة والنادرة في الوقت نفسه، وهذا الاتفاق التام الذي لا يخضع للمزايدات والالتواءات التي تقتنص القضية الفلسطينية في اغلب الاحيان ومن ثم تبقيها رهينة الدهاليز السياسية واللجان المنبثقة عن لجان في دوامة مهلكة؟؟
إنه بالتأكيد مهرجان الأقمار التي تسبح فوق رؤوسنا بوقار صامت لتخبرنا ان العالم يتهجى لغة جديدة لغة حمراء فادحة (لغة الصورة) تلك اللغة التي تنقل لنا صوت الرصاص، ونبض العروق في اليد التي تقذف الحجر، ولون الدماء عندما تختلط مع الأسفلت، وذلك الجسد النحيل المسجى لمحمد الدرة , لم تبخل انتفاضة عام (88) بالدماء والشهداء، وكم من درة انفرطت في ذلك الوقت، ولكن الفرق بأننا اليوم نتناول طعامنا بحضرة العالم، وبين يدي عدسته المتربصة المتابعة.
عين الإعلام أو ما يسمى بواكير رياح العولمة، هي التي اقتحمت تلك القاعات الغامضة النائية التي كانت تستأثر بالخبر والحقيقة وتترك للعامة التفاصيل المهملة وكومة من الإشاعات!!
ولذا أمام هذه العين المتربصة الفضولية المتابعة انحسر الكلام وانكمشت الأبجدية، والى الآن لم أقرأ عملا أدبياً يتوازى مع حجم الزخم النفسي الذي أثارته الانتفاضة في النفوس؟؟!!
عندما قال المتنبي:
هل الحدث الحمراء تعرف لونها
وتعرف أي الساقيين الغمائم
سقتها الغمام الغر قبل نزوله
فلما دنا منها سقتها الجماجم |
أشرع التاريخ له يدين واسعتين، وخلده هو ومعارك سيف الدولة، ولكن هل من مكان هنا اليوم للمزيد من الشعراء وباعة الكلام، والجميع لا يود ان يسمع بل يود ان يرى، ان يشرع نوافذه لأدمغة الشعراء، واستعاراتهم ومجازاتهم ولغتهم الكيميائية التي تمتص محاليل الحياة من اللغة المكهربة لغة يتعرف عليها العالم في هذا العقد عندما تتوارى الأبجدية وتفز الصورة.
ردود: العزيزة (هند القعيد) أسفت حقا لأنك لن تجددي اشتراكك في الإنترنت، فرسائلك الغامضة والدائمة تبعث الكثير من المرح على بريدي الإلكتروني، لقد وصلت قصصك، ولفتت انتباهي قصة (العطش) ولسوف ترينها منشورة قريبا إن شاء الله.
E-mail:omaimakhamis@yahoo.com
|
|
|
|
|