| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
تحية طيبة:
يبدو اننا بحاجة ماسة الى تعليم البعض من السائقين اخلاقيات وفن التعامل الحضاري في استخدام الطريق قبل ان نفكر في تعليمه كيف يربط حزام الامان ومتى يتقيد بأنظمة المرور، فالوعي المروري في اعتقادي يجب ان يكون تربية تبدأ منذ الصغر وتستمر على شكل برامج توعوية وإرشادية معه في الكبر، فنحن لزاما علينا ان نكون معه في كل فترات حياته في القيادة من منطلق فذكّر ان الذكرى تنفع المؤمنين وخاصة لاولئك الذين لايعون المعنى الحقيقي للتربية المرورية، وكل مايعرفونه امتطاء تلك السيارة والقيام بتشغيل المحرك ومن ثم الانطلاق بها بدون ان يكون لديهم ادنى فكرة عن بعض ما لهم وما عليهم من حقوق وواجبات تجاه الطريق ومستخدميه،ولا اقصد هنا بالتربية المرورية كل ما يخص السرعة والتجاوزات والمخالفات المباشرة وانما التربية بمفهومها العام الذي نعرفه جميعا والذي يقوم على الاخلاق الحميدة في التعامل والتخاطب وسلوكيات الحياة، فالكثير من الناس يشتكي في ذهابه وايابه اليومي الى عمله والاسواق وفي توصيل اسرته الى المدارس من غياب الخلق المروري الذي يفتقده البعض مما يجعله يعود كل يوم الى المنزل وهو في كامل الإحباط مما تدور رحاه في الشارع ومصابا نتيجة لذلك بشتى انواع الامراض النفسية المتمثلة في الضغط والقلق وانفلات اعصاب فليس من المعقول ان تجد كل مرة تدخل فيها الى الشارع سيارتين وقد وقفتا في عرض الشارع الضيق، اخذ اصحابها في تبادل الاحاديث العابرة والضحكات وانت تقف خلفهما لاحول لك ولا قوة إلا من صوت بوق السيارة لعل وعسى تتحرك فيهما مكامن الحياء ليفتحا لكل ولغيرك الطريق بينما هما يرمقانك بنظرة احتقار وكأنهما اخذا صك ملكية بهذا الشارع، وعند الإشارات يفاجئك صوت مخيك كأنه تنين هائج من خلفك يثيره سائقون في عجلة من امرهم ليس للحاق بمستشفى ولا بامتحان او عمل وانما لمجرد انهما اعتادا على الإزعاج بتلك الدرجة الحمقاء التي تفزع اطفالك ومن معك وكأنك داخل في حلبة سباق، ولايدهشك بالطبع وخاصة عندما تتعود على ذلك ان تقفز سيارة من يمين سيارتك وقد تجاهل سائقها ان التجاوز الصحيح لايكون من هذا المكان، ثم يحاول الدخول معك في سباق مثير لجعلك انت خلفه وكأنه سيفوز بالكأس الغالية تقديرا لسرعته المتهورة، بالإضافة الى مانشاهده من اطفال يقودون سيارات والدهم ويرمقونك بنظراتهم الطفولية البريئة وهم لايعرفون الخطر المحدق بهم من تلك الوسيلة التي سلمها لهم الاب الذي ليته بما انه لم يفكر بفلذة كبده ان يفكر على الاقل بغيره من الناس الابرياء الذين ماذنبهم ان يقوم مستهتر صغير بإزعاجهم بالتفحيط امام منازلهم او يهدد حياة ابنائهم ولربما يتسبب في وقوع حادث اليم يكون هو وغيره ضحية فيه، وأعود لأقول اننا لسنا بحاجة الى الزام السائقين بالتقيد بانظمة المرور اكثر من حاجتنا الى ايجاد تربية مرورية واضحة يتعلم فيها قائد المركبة كيف يتعامل مع مستخدمي الشارع بطريقة اكثر حضارية ورقي نصل به من خلالها الى تلك المفهومية الصحيحة، فهي التي سنبني عليها بقية برامجنا التوعوية والإرشادية القادمة.
محمد بن راكد العنزي
طريف
|
|
|
|
|