| متابعة
في ليلة الخميس وما ادراك ما ليلة الخميس فقد العالم الاسلامي علماً من الاعلام وشخصية فذة انه العالم العامل بعلمه الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين من قبيلة بني تميم من فخذ الوهبة فكان لمصابه الوقع المؤلم في نفوس كل من انتفع بعلومه وحقاً ان فقده خسارة فادحة على عموم المسلمين من عارفي فضله ففيه خصلتان من السبعة الذين يظلهم الله في ظله كما ثبت في الصحيحين من حديث ابي هريرة فهو شاب نشأ في عبادة الله وهو رجل قلبه معلق بالمساجد كما انه متصف بصفتين يحبهما الله الحلم والاناة كما ثبت في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد قيس.
ولد الفقيد في عنيزة في رمضان 1347ه وتربى تربية حسنة من الجانبين من اب صالح وجد من قبل امه ممن عرف بالورع والزهد والديانة عبدالرحمن بن دامغ امام مسجد الخريزة ومدرس الكتاتيب فحفظ القرآن عليه وتعلم مبادئ العلوم عنده وربما استفاد في الإمامة وهو يافع من مشايخه محمد العبدالعزيز المطوع وعبدالرحمن بن عودان قاضيي عنيزة وشيخنا عبدالرحمن بن سعدي وهو اكثر مشايخه نفعاً له فقد لازمه في جلساته كلها زمنا ولما ارتحل والده الى الرياض حاول ان يصحبه معه فطلب شيخنا منه ان يبقيه للانتفاع ضمن المتفوقين فلبي طلبه كما طلبه مدير التعليم للتدريس فاستشار شيخه فقال لا اوافق وقال كلمته الشهيرة هل انتم تاركو لي ولدي؟! لما يرى عنده من اقبال منقطع النظير ولما افتتح معهد الرياض العلمي عام 1371ه انتظم به فشق ذلك على شيخه وحينما افتتح معهد عنيزة عام 73ه تعين مدرساً فيه ولما افتتحت جامعة الامام بالقصيم تعين مدرساً فيها الى قرب وفاته ومن مشايخه سماحة الشيخ ابن باز وعبدالرزاق عفيفي وطلابه لا يحصرهم العد ومن ابرزهم في المعهد العلمي علي المحمد الزامل وعبدالعزيز المساعد ومحمد الصغير وحمد المرزوقي وعبدالله الصيخان فهم من طلابه ومن زملائه آخرين لا يتسع المجال لذكرهم, اما مؤهلاته العلمية فقد تخرج في كلية الشريعة بالرياض انتساباً من الفوج الثاني ونال الجائزة العالمية جائزة الملك فيصل وله نشاط في التأليف ملموس ومن ابرز مؤلفاته حاشية على الروض المربع وتسهيل الفرائض وحاشية على الحموية والواسطية وتعليقات على زاد المعاد واعلام الموقعين لابن القيم وعلى مغني اللبيب ورشحه شيخه قاضي عنيزة محمد المطوع بعد وفاة شيخنا ابن سعدي لامامة الجامع الكبير بعنيزة عام 1376ه والتدريس فيه وقام بنشاط ملموس بقلمه السيال في وسائل الاعلام المقروء والمسموع والمنظور في شتى الفنون ودرس في المسجد الحرام في مواسم الحج والعمرة وبالجملة فقد فقدناه احوج ما كنا لمثله وفي الحديث: ان الله لا ينتزع العلم انتزاعاً من صدور الرجال وانما ينتزعه بانتزاع العلماء,,,, عرفت الفقيد من عام 60ه وزاملته وتتلمذت له خمساً وثلاثين سنة فهو زميلي وشيخي ونعم الزميل والشيخ، يقول ابن عباس رضي الله عنه في قول الله تعالى او لم يروا انا نأتي الارض ننقصها من اطرافها هو موت العلماء والصالحين ويقول الشاعر:
لعمرك ما الرزية فقد مال
ولا فرس تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد شخص
يموت بموته بشر كثير |
وان في الله عزاءً من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركاً من كل فائت وإنما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب.
محمد العثمان القاضي
|
|
|
|
|