الخلق تشرب والكؤوس تدار
في وسط داج او بنور نهار
بينا ترى المخلوق يكدح جاهدا
حتى يرى خبرا من الأخبار
زمرٌ تساق الى القبور عشية
او في ضحى ذي حكمة الجبار
من عهد قابيل وهابيل مضت
لبت نداء إلهها القهار
والموت ليس براحم أحدا ولا
يبق صغيرا أو من الأخيار
ساق الكبار مع الصغار الى الفنا
وتقوضت دول بكل شعار
مات النبي وصحبه ورعيله
والطيبون مضوا مع الأبرار
لم يبق في دنياي الا طامع
في المال او في نزوة للعار
الا من امتن الاله عليه في
صون الشريعة في رضا وفخار
الصالحون القانتون ترحلوا
لم يبق الا حامل الأوزار
لطفا الهي ان دهتنا نكبة
في شيخنا السباق بالأنوار
فلقد فجعنا في عزيز قبله
عبدالعزيز مخلد الأسفار
فَقدُ الكبار اذا تتابع نكبة
للمسلمين فما بقي لصغار
الا الاله يغيثنا في صفوة
تبدو من العلماء والأطهار
يا شيخ ان فقد الرجال فكلهم
من آدم ماضون للأخطار
لكن فقدك فقد جيل نيِّر
مشكاته القرآن في الأزبار
يا جهبذا عم البرية نفعه
بالعلم بالتدريس في الأقطار
في كل بيت من عبيرك زهرة
في كل فاد نفحة لفخار
حلق التلاوة أخرست أفواهها
من ذا يقوِّم عثرة للقاري
يبكيك جامعها ومحراب به
ومنابر التدريس للأخبار
هذي هي الدنيا زوال كلها
لم يبق الا الله في الأذكار
لوكان يُفدى في الحياة مبجل
لفداك كل مكلل بالغار
وعزاؤنا ان البدور اذا انتهت
بدت الحياة بساطع الأنوار
يا شيخ فقدك فقد أم مع أب
لطماء بعدك ندثر بدثار
ما عاد يسعفني القريض لأنتقي
ما طاب ما خيرت من أشعاري
فالخطب أفدح من هذاء قصائدي
والموت أصلب من صدى اوتاري
يسقي ضريحك مرزم رعاده
وتفوز بالحسنى مع الأبرار