رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 13th January,2001 العدد:10334الطبعةالاولـي السبت 18 ,شوال 1421

متابعة

كوكب غاب وبقي سناؤه
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه
يحور (أُفولاً) بعد إذ هو ساطع

في مساء يوم الأربعاء الموافق 15/10/1421ه طرق أسماعنا نبأ رحيل عَلَم بارز من علماء هذه البلاد الأفاضل إلى دار البقاء بعد معاناة طويلة الأمد مع المرض، ومع ذلك كله استمر في نشر رسالته رغم نصح الأطباء له بالراحة وما يعانيه ويكابده من الآلام والمتاعب الجمة، بل وبعد أن أضاء صدور تلامذته علماً نافعاً، والمنصتين لعلمه الفياض عبر وسائل الإعلام العامة والخاصة، ومؤلفات عديدة، إنه الشيخ الفاضل محمد بن صالح العثيمين تغمده الله بواسع رحمته -, فغيابه أحدث فجوة واسعة في ضمير الزمن، ضمير الإفتاء والإرشاد، والتفقه في الدين الخالص، فلقد عُرف عنه الجد وحفظ الوقت منذ فجر حياته واستثماره في اقتناص فوائد العلوم من بطون الكتب وحواشيها، ومن أفواه العلماء، وكان لي شرف الزمالة معه عام 1373ه أو عام 1374ه فترة قصيرة في المعهد العلمي بالرياض، وبعد تخرجه عُيِّن مدرساً بمعهد عنيزة العلمي قبل حصوله على الشهادة الجامعية لما يتمتع به من قدرة وكفاءة، ثم لازم فطاحل العلماء في تلك الحقبة من الزمن وخاصة شيخه العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وأكبّ على النهل من موارد العلوم الشرعية والفقهية واللغة العربية وفروعها حتى وصل إلى ما وصل إليه من بحور العلوم وغزارة الفنون فأصبح يذري علماً وإضاءة شملت ساحات ومساحات واسعة من هذا الكون,,!، وكان محل احترام وعناية فائقة من ولاة أمور هذه البلاد وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين عبدالله بن عبدالعزيز بل وجميع المواطنين، كما أن له محبة خاصة في قلوب المسلمين خارج البلاد لما يتصف به من سعة علم ورحابة صدر، وتأليف وترغيب للطلبة المغتربين من خارج عنيزة، بل ومن الوافدين من شتى الجنسيات، في النهل من موارد العلوم الصافية، وإسكانهم في أروقة المسجد الذي يتلقون فيه العلم والدروس على يديه، والبعض منهم في المساكن المجاورة للجامع,,، فالجامع الكبير هناك كأنه خلية نحل يعج بالمصلين ويؤمه مجموعات كبيرة من طلاب العلم لما يلقونه من تشجيع، مادياً ومعنوياً، للاستعانة بذلك على مواصلة تلقي العلوم، ومن أخذ نصيباً وافراً من ذلك عاد إلى بلاده معلماً وداعية إسلامياً ينشر العلم ويُرسخ عقيدة السلف الصالح في ربوع تلك البلاد,,، وكأني بلسان حال من يمر من تلامذته بعد أن رحل بالجامع الكبير بمحافظة عنيزة الذي يتلقون فيه دروس العلم والمعرفة على يديه من المغتربين وغيرهم، تدور في مخيلاتهم ذكرياتهم الجميلة تحسراً وتفجعاً على غيابه وربما يستحضر البعض منهم هذا البيت مرددا له:


يعز عليّ حين أدير عينيّ
أفتش في مكانك لا أراك

وفقده وفقد من سبقوه في الآونة الأخيرة إلى الأجداث من كبار العلماء والمشايخ كسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله الذي لم يبرح حزنه ساكناً في أغوار النفوس يعتبر فجوة وثلمة في مجال الفتوى ونشر العلم وتبصير العامة والخاصة، مع الاحتفاظ بحقوق ومنزلة من هم الآن على ظهرها الذين لم يألوا جهداً في إنارة الطرق المثلى وتنوير المجتمعات الإسلامية عبر وسائل الإعلام المختلفة والدروس العامة أثابهم الله وغفر لشيخنا الراحل وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً وأسبغ عليه شآبيب رحمته وألهم ذويه وتلامذته الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون .
عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف
حريملاء

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved