رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 13th January,2001 العدد:10334الطبعةالاولـي السبت 18 ,شوال 1421

متابعة

ألا رحمه الله
سماحة الشيخ ابن عثيمين هو ذلك العالم الذي تلقاه باسماً منشرح الصدر تنقاد اليه منذ ان تقع عينك عليه فقد كان قوياً اذا تكلم وقوراً اذا سكت مهاباً مع انه رقيق الحاشية رفيقاً بالناس ولاتكاد تجده إلا نشيطاً في مشيه وفي جميع حركاته لم يؤثر كبر السن في حيويته التي عهدناها فيه خلال الثلاثين عاماً التي عرفناه فيها وكانت مفاجأة لنا يوم بلغنا ان الشيخ قد اصيب بمرض عضال وقد سافر الى أمريكا للعلاج وسررنا بعودته وهو معافى وقد زال حزننا يوم عودته، وما كنا نظن ان المرض قد تمكن منه حتى حرم احبابه من زيارته وهو في غرفة الانعاش، ولا يوم ان سكن غرفة في الحرم المكي يواصل فيها درسه الذي اصر عليه من على البعد مستفيداً من الاجهزة الحديثة التي توصل صوته الى تلاميذه في الحرم المكي الذي صعب عليهم انقطاع صوته الواضح الفصيح ولولا الإيمان بأن الله حد لكل حي امداً تنقضي في حياته ماتوقعنا وفاته المفاجئة لنا، فلا نملك إلا ان نقول إنا لله وإنا اليه راجعون ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، ان مصيبة الموت مكتوبة على كل حي والصبر شأن كل الاتقياء والصابرين، والعزاء لازم لطلبته الكثيرين قبل ذويه فإنهم اصبحوا بالنسبة اليه كأعضاء جسمه وأرى ان الصدمة عليهم قوية وارجو الله ان يمدهم بالصبر على فقده والثقة القوية في الله عز وجل ان يهيئ لهم عالماً يقوم مقامه ونسأل الله ان ينزل شيخنا وشيخهم منازل الابرار وان يوسع في مرقده وان ينور له في قبره مد بصره وان يفتح له باباً من ابواب الجنة وان يحيه حياة الشهداء فإنا نشهد ان وقته كله كان ملكاً لطلاب العلم في جميع مواضع وجوده.
ألا رحم الله ابن عثيمين واجزل له المثوبة فانه فقد ونقص في الدين لانه انحجب علمه الوفير عن محبي مجالس علمه وهم كثر يصعب حصرهم بالإضافة لطلابه الذين يسكنون في المساكن التي هيئت لهم قرب مسجده وهم من بلاد شتى, لقد كان والداً لهم يتفقدهم في حياتهم من حيث السكن والإعاشة وهم فخورون بهذه الابوة الحانية.
اما نحن في السودان وخاصة في العاصمة المثلثة الخرطوم تعودنا ان نلتقي مجموعات من طلبته ابناء السودان في العطلة الصيفية حيث يعقدون الدورات والحلقات العلمية في اماكن شتى في السودان وهي دراسة منهجية بدأت بطلبة الجامعات الاكاديمية وظلت تتطور من سنة لأخرى حتى شملت مدارس الأساس والثانويات.
والأمل معقود على استمرار هذا العطاء حتى لاينقطع ثواب هذه السنة التي سنها طلبته اقتداء به وعزاؤنا لأبنائه ولأسرته ومحبيه ولله ما أعطى وله ما أخذ.
محمد هاشم الهدية
الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved