| متابعة
الحمد لله رب العالمين,, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين,, اما بعد,.
حيث بلغني نبأة وفاة شيخنا العلامة محمد بن صالح بن عثيمين,, لم أصدق بداية الخبر بالرغم مما نعلمه من شدة مرضه وألمه نسأل الله ان يجعل ما اصابه رفعة لدرجاته,, وزيادة لحسناته وتكفيراً لسيئاته.
كما انني ادعو الى تذكر علامة الأمة ابن عثيمين ونحن هذه الايام نسترجع ماضيه الحافل بالعلم وطلبه ونشره له الذي تميز به,, ادعو الى ان نتذكر في الشيخ ونتمثل طلبه للعلم الذي بدأه من صغره وعكف على دور العلم ومحاضنه بدءاً بشيخه (عبدالرحمن السعدي) وغيره من علماء وقته حتى خرج لنا الشيخ بذكائه ونباهته المتميزة بعلم بين جوانبه غزير، فما أن يناقش مسألة من المسائل العلمية إلا وتراه بحرا يستقي الأقوال فيها من هنا وهناك ثم يعطيك رايه المبني على الحجة والدليل فتعلم حينذاك سعة علمه وجودة طرحه، رحمه الله, لكن طريقته التي رأيتها في التعليم هي الطريقة التي جعلت من أكثر طلابه وفقهم الله منابر لنشر العلم من بعده,, لقد كانت طريقة الشيخ الفذة في تدريس العلم والشرح الموضوعي للمسائل في حلقته الحافلة وكذلك لطريقته في الفتيا لعامة الناس في مجاله وحواراته وبرامجه,, فلقد يسر له كل ذلك القبول في عامة الأرض,,
واستفاد من كتبه وأشرطته ودروسه وفتاواه جمع كبير ليس فقط في هذه البلاد بل في أقصى بلدان العالم الإسلامي كثيراً ما كنا نرى تقبلاً لفتاواه وحرصاً على سماع اشرطة دروسه ومحاضراته,, وقد كان رحمه الله ناصحاً وموجها لطلبة العلم بأن يحرصوا على العلم من منابعه الأصيلة وان يدعوا عنهم الانشغال بالتوافه من المسائل او ان ينشغلوا بالخلاف فيما بينهم وكثيراً ما تراه رحمه الله ناصحاً رحيماً ومؤدباً عظيماً يحث على ترك الخلاف حول المسائل والأشخاص والأسماء والا نناقش الا بذكر الخطأ دون اسم صاحبه المجتهد وذكر الحق مقابله فذلك أدعى للقبول ونجاح التوجيه والنصح,, كما انه رحمه الله لم يكن في طرحه العلمي مركزاً على المذهب الحنبلي الذي كان يدرس متونه بل كان يحث طلابه بعلمه وعمله على توخي القول الصحيح وإن خالف المذهب فالمرجع كتاب الله وسنته وعلى هذا سار الشيخ في علمه وفتاواه الذي قبله عامة المسلمين ورأوا فيه صحة المنهج بل تأثر به بعض علماء عصره حتى ممن يكبرونه سناً إنها دعوة لنتذكر شيخنا ابن عثيمين ونتذكر علمه وورعه وزهده وان ننهج منهجه في الحرص على طلب العلم ونركب الصعب والذلول في سبيل إعادة الأمة الى جادة الصواب ولكي ننشر العلم وطلبه في نفوس الناشئة من أبنائنا وبناتنا والا يكون طلبهم للعلم متعلقا بالشهادة او الوظيفة.
ولنثق بأننا إذا ما رسخنا ذلك الحرص على طلب العلم والجد فيه فسنجني بإذن الله ثمرة ذلك في علماء عاملين من امثال (ابن باز وابن عثيمين) وغيرهما من سلف الأمة الاخيار ورجالها الأطهار رحمهم الله جميعا.
رحمك الله شيخنا محمد وأنزلك منازل الأبرار وجعل في عقبك من طلبتك وأبنائك الخير لدينهم وأمتهم وعوضنا عنك بعلماء أعلام يخدمون الأمة وينيرون لها الطريق ويسدون فقد الأفذاذ من أمثالك.
عنيزة
|
|
|
|
|