وقت ينعطف أي حوار إلى حيث شبابنا وأحوالهم الآن، تكتسي الألسنة مرارة شديدة، ويعتصر القلوب ألم أشد,, فأنت تراهم يملؤون بعض فراغات الشوارع وقد صحبهم الفراغ نفسه,, وتخشى لو قادهم إلى مفاسد، فهم والفراغ ما أكثر ما يصيرون إلى ذلك!!
إليكم موقفاً حدث لاحدى الأخوات قد ترونه بسيطاً أمام أخرى تفوقه غرابة وجرأة لكنه أيضاً لا يخلو منهما، ولا يخلو أيضاً من الخطوة الأولى لاقتراف الخطأ,.
تقول: ما إن توقفت بنا السيارة عند الإشارة أنا وأخواتي مع السائق إلا وسيارة شبابية فخمة تقف بجانبنا وتصدر من مستقليها حركة وإشارات ظننا وقتها أن خطأ ما يبدو لهم كخروج العباءة مثلا من الباب, إذ لم يدر بخلدنا أنها معاكسات حيث كنا وأخواتي بعضهن كبيرات على جانب كبير من الاحتشام والستر غير ان أحدهم وبكل جرأة نزل من السيارة واقترب منا وفتح الباب ودخل بمعظم جسمه وألقى ورقة صغيرة وعاد لسيارته,,!! هكذا بكل هذه الجرأة التي ألجمت جميع الأخوات فلم يستطعن حتى نهره,,! بل وعلى مرأى من الجميع دون خجل أو حياء,,؟!
ترى أي شيء جعله كذلك,,؟ أو حتى غيره ممن هم أكثر جرأة واقترافاً للخطأ,,؟!
ما الذي جعل شبابنا ينحدرون إلى هذه المستويات من الأخلاق؟
هل قصّر الآباء في تربيتهم؟
هل اصدقاء السوء من أغرقهم وأغراهم؟
هل هي وسائل الإعلام وقنواته البذيئة,,؟
أم جميعها تكاتفت,,؟ برغم أن أحدها يكفي لهدم مجتمع كامل,,!
وليس شاباً فقط,,؟!
المؤلم أن مرحلة الشباب هي أعظم مراحل الإنسان طاقة ونشاطا فإن هي أُحرقت بهذه الفراغات والتفاهات فمتى سيستفيد المجتمع بل الامة جميعها من تلك الطاقات المهدرة,,؟!
إنهم بحاجة إلى توجيه حاد ومكثف ولكن من أين نبدأ,,؟؟
الحقيقة التي لا جدال فيها مطلقاً أن البداية هي تقوية وازعهم الديني لأن ضعفهم فيه وابتعادهم عن الدين هو الذي دفعهم للتمرد على الآباء ومصاحبة أصدقاء السوء ومشاهدة المحطات الفاسدة,.
إذ ان القناعة تبدأ من ذات الإنسان وبالتالي يتصرف بكل شجاعة وقوة احتمال، فإن قوي إيمان الشاب زانت أخلاقه ووضح مسلكه وتحددت أهدافه وعرف قيمة وقته,, وحتى تتضح الصورة ابحثوا يميناً وشمالاً كم شاب ومراهق اصطفوا بجانبكم,,! ثم ابحثوا عنهم ربما تجدونهم أمام الشارع الملاصق للمسجد يهذرون أو يلعبون أو استرخوا في منامات عميقة في بيوتهم، أوحتى استيقظوا على ملذاتهم وآثامهم,,! إذن المطلوب من كل أب وكل مربي وكل مسؤول يتألم لحال شبابه ويسعى لاصلاحهم أن يصلح نفسه ويبادر إليهم بالدين ثم الدين والدين فقط.
وقى الله تعالى شبابنا واصلحهم وجعلهم ذخرا للإسلام والمسلمين.
مرفأ آخر:
ليس الشاب وحده المعني بذلك فهناك مساحات شاسعة من الوعي المفقودة لدى الشابة بل عليها وعلى المسؤولين عنها واجبات تربوية وأخلاقية عديدة.
|