أولا في البيت,.
من معوقات التربية في مجتمعنا التلقين في الصغر,, والاكتساب والتقليد,, ونحن كمجتمع في بداية نهوضه من اغفاءة دامت مئات السنين لا زالت لدينا بعض العادات والتصرفات الخاطئة,, والتي نعلم انها خاطئة لكن نمارسها في حياتنا اليومية دون وعي بأهمية اجتنابها أو دون تفكير فقط في مرات أخرى.
فمثلا: بعض الآباء يبدون رأيهم في أشخاص أو وجهات نظرهم في أحداث,, وهذا الرأي أو وجهة النظر لا تستند في الغالب الى خلفية معرفية أو حتى عقلية سليمة انما على مشاعر وردات فعل بعضها عنصري وبعضها قصير نظر وبعضها فيه من الغيرة والحسد ما أعمى الحقيقة,, وهذه بالمناسبة ليست خصيصة محلية فقط بل هي في معظم الأقطار العربية والاسلامية أيضا,, وفي صغرنا تلقينا ان الآخرين أقصد من هو خارج عائلتنا أو قريتنا أو منطقتنا أو بلدنا أو ديننا ,, الخ ناس حقهم في كل شيء يجب ان يكون أقل من حقنا,, لأن الآخر أقل عرقا أو أقل أخلاقا ومحافظة أو أقل دينا,, الخ,.
هذا الاعتقاد الذي يردده الوالد أو الوالدة في البيت ولَّد لدى المتلقي الصغير منذ مطلع حياته وجهة نظر مبنية على ما سمعه من والده الذي هو في رأيه منتهى العقل والمعرفة، وان ما يتفوه به من المسلمات أو هكذا يظن الصغير فينشأ الفتى منا مشحونا ضد الآخر وتترسخ تلك الفكرة في عقله الباطن، ولم يجهد نفسه خلال السنين التالية في بحث حقيقة الأمر وتحريه ولم يكلف نفسه باستطلاع الحقيقة حتى بعد بلوغه ومعرفته ان أباه غير مؤهل للحكم على الآخرين,, لكنه مع هذا يستمر يحمل ذلك الانطباع الخاطىء عن الآخر طوال حياته.
الذي أريد أن أصل اليه هو ليت كل والد ينتبه لما يقول في بيته أمام اولاده وان لا يكون محملا بمشاعر الغيرة وانتقاص الآخرين لشعوره بنقصه,, وان يوفر لابنه بيئة محايدة لا تجعل ابنه ينشأ وهو محمل بمشاعر تجاه الآخرين تعيق اتصاله بهم وتلوث تفكيره ومشاعره تجاههم.
|
