يتصف أهل البادية بصفات مختلفة كما يختلف غيرهم من اهل الحاضرة بصفات أخرى,, لكن تظل بعض الصفات أو العادات تؤخذ على الجميع لعدم التخلص منها لكونها لا تتناسب مع العصر الذي يعيشونه وهو عصر التفتح العلمي والرقي الفكري,, وأيضا وهو المهم النضوج الديني وترسخ ذلك في المجتمع كقاعدة للحكم الاسلامي لأن الدين جاء ليهذب النفوس ويرقى بها الى مصاف عليا.
وأنا هنا لا أريد الغوص في صفات وعادات لم يعرفها انسان هذه البلاد المسلمة المنفذة لشرع الله القائمة بحدوده,, والتي شملها التصور الحضاري وعم مدنها وقراها,, ولا يزال الكثيرون يعيشون حياتهم الأولى المؤطرة بإطارات من العادات والتقاليد التي لا تقدم ولا تؤخر,, وليس القارىء في حاجة هنا لضرب المثل فالأمثلة كثيرة ويدركها الكثيرون,, خاصة من أبناء البادية وأبناء الحاضرة وما أوجد هاتين الصفتين الا أسلوب الحياة والعلاقات والتمسك بكثير من تلك العادات والتقاليد التي لا تقدم ولا تؤخر,, والتي يجب ان تزول بفضل العلم والمعرفة التي وفرتها الحكومة الرشيدة بقيادة ملوك آل سعود الكرام منذ التأسيس وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين حيث انتشر العلم وعم القرى والمدن,, وتفتحت العقول والأذهان على علوم لم تكن معروفة من قبل سهلت أمور الحياة والاتصالات والعلاقات بين الناس في الداخل والخارج,, ولا يفوتني هنا ان أذكر ان العلاقات بين أبناء البادية والحاضرة الآن أقوى وأكبر مساحة من ذي قبل ومع هذا فلم تستطع تلك العلاقات ان تحمل الصنفين على التخلص من بعض تلك العادات والتقاليد الواهية,, لأن الناس سادرون في خضم حياة لاهية ومضطربة بسبب الأحداث والأعمال المتواصلة.
وأنا أعرف عددا من الأصدقاء من أبناء البادية وتربطني بهم روابط قوية ولي معهم مداعبات وكنت اذا أردت اغاظة واحد منهم أو حمله على تغير الطبع,, قلت: يا حليلك أو قلت لصديق آخر: سامح هالضعيّف بالباقي من السلف,, فيرد بعنف: مانيب ضعيّف ولا تقول يا حليلك، فنضحك ويغتم, واذكر ان صديقا من الحاضرة من ذوي الانتماء القبلي قال له صاحبه انت حبيّب,, فغضب فرد عليه صاحبه,, تبي أقولك إبليس قال ايه شيء غريب هذا التفكير الموروث, وقد قرأت منذ شهور قصيدة للشاعر خالد المريخي يقول فيها:
|
عندنا بالبدو ما اظن يخفاك
لو تقول حليل للجاهل زعل
كان صيدك مدح خل ماك بسماك
انت مدحك يرفع الضغط ويعل |
|
