| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تطرق الاستاذ عبدالفتاح أبو مدين في زاوية (علامات) في جريدة الجزيرة العدد 10295 إلى موضوع الدروس الخصوصية، وأشاد بتجارب عربية لمحاربة هذه الظاهرة التي لا يقرها التربويون لما لها من سلبيات مادية وتربوية.
وقد تساءل الاستاذ أبو مدين عن دور وزارة المعارف لتوفير البديل الذي يعين الطلاب ويسهل عليهم عملية التحصيل العلمي في ظل رغبة اولياء الامور والمجتمع بأكمله إلى تفوق في عصر التفوق والنبوغ.
وبعد مناقشة هذا الموضوع مع الزميل الاستاذ عبدالله بن فهد المساعد المشرف على وحدة التنظيم والمتابعة بشؤون الطلاب الذي أثنى على رؤى الاستاذ الكاتب وغيرته الوطنية، أود أن أشير إلى ان الوزارة أولت هذا الموضوع اهتماما خاصا عن طريق مراكز الخدمات التربوية لمن يحتاج من الطلاب إلى تقوية او رفع مستوى، وهي قائمة في كل المناطق والمحافظات التعليمية، ولها برامجها وتنظيمها، وتقع ضمن ما يقدمه التوجيه والارشاد من برامج وخدمات للطلاب.
أما الاختبارات فيرى عدد من التربويين البعد عن اختزال التعليم بمجموعة أسئلة وأجوبة يتدرب عليها الطلاب، وتبعدهم عن لب الاهداف التي تسعى المقررات الدراسية لتحقيقها بشكل تكاملي عامودي يخدم السابق اللاحق، وبشكل تكاملي افقي بين المقررات في نفس المستوى والمرحلة الواحدة، وليست الاختبارات هدفا في حد ذاتها، لذلك تعمل الوزارة على تأهيل المعلمين والرفع من كفاءتهم في صناعة الاختبارات التي تعتمد على جعل المعلم قادرا على تحليل المقرر الدراسي إلى مقررات ومعارف ومهارات,, بحيث يستطيع ان يشتق الهدف الذي هو غاية التدريس، والسعي لتحقيق ذلك خلال العام الدراسي، ويعين على تحقيق ذلك اسئلة اختبارات توجه للطلبة، لقياس مدى ما تحقق من اهداف وقدرة استيعابية ومهارية وأسس تحقيقها، وذلك من خلال عدة مشاريع منها: مشروع بناء الاختبارات التحصيلية المقننة، والذي يهدف إلى بناء اختبارات تحصيلية محققة لتغطية جميع المواد الدراسية من الصف الرابع الابتدائي وحتى نهاية المرحلة الثانوية.
وقد أدت نواتج هذا المشروع في مرحلته التجريبية التي تنفذ في عشر ادارات تعليمية الى تكوين خبرات في الميدان تدرس بموجب الاهداف، وتغيرت طرق التدريس بناء عليها، وأصبح المعلم قادرا على قياس نقاط درسه، وعرف الطالب ماذا يدرس، وكيف سيقوم، وقد شارك في تطبيق هذا المشروع حوالي خمسمائة معلم ومشرف تربوي.
ومن المشاريع الجديدة كذلك تقنين الاختبارات وتصحيحها آليا عن طريق الحاسب بالقارئات البصرية، وهي أدوات ستكون نواة لتكوين بنك للاسئلة، وتنظيم دورات تدريبية في مجال القياس والتقويم في كل إدارة تعليمية، وبالتالي تكوين اطر فنية قادرة على العمل في هذا المجال وعلى تدريب غيرهم.
كما سعت الوزارة إلى الحد من الاعباء الكتابية التي تؤرق المعلم وتقضي على جزء من وقته الثمين في المدرسة، وذلك بتوفير برنامج للمدرسة (برنامج معارف) للحاسب الآلي يتضمن عددا من المميزات في مجال الاختبارات والوثائق وحفظ سجلات الطلاب من الصف الاول الابتدائي حتى نهاية المرحلة الثانوية، وجار الآن ربط المدارس بإدارات التعليم عن طريق شبكة الحاسب الآلي، وقد تحقق ذلك في عدد من الادارات التعليمية ويجري الآن الاستعداد لربط ادارات التعليم آليا بجهاز الوزارة.
وأشير هنا إلى عدة مشاريع اعلامية تربوية في هذا الجانب، ومن ذلك مشروع التعاون الذي نفذ هذا العام مع وزارة الاعلام، حيث تم تخصيص ساعة ونصف الساعة يوميا لبرنامج دروس على الهواء الذي يقدمه الاعلام التربوي بوزارة المعارف من خلال التلفزيون السعودي بقناتيه الاولى والثانية، إضافة إلى مساهمات الصحف المحلية في الجانب التعليمي والتربوي.
ويسرني ان اعلن عن مشروعين اعلاميين جديدين حظيا برعاية معالي وزير المعارف د, محمد بن أحمد الرشيد ومتابعته الشخصية على كافة المستويات، هما: مشروع القناة التربوية، ومشروع الصحافة التعليمية، وسيصل هذان المشروعان إلى الاسرة التربوية وإلى جميع المدارس والمجتمع قريبا بإذن الله.
شكراً للكاتب الجليل ولجريدة الجزيرة الغراء,,,
وتفضلوا بقبول أطيب تحياتي.
عبدالله بن صالح الحسني
مدير الإعلام التربوي
|
|
|
|
|