رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 12th January,2001 العدد:10333الطبعةالاولـي الجمعة 17 ,شوال 1421

مقـالات

كلمات معدودة
وماذا عن الفحص النفسي؟
د, محمد بن سليمان الأحمد
هناك شرط أساسي قبل القبول للدراسة في أي مرحلة دراسية من الابتدائية حتى ما بعد الجامعية، وللقبول للعمل في أي قطاع عام كان أو خاص، وحتى للعمل عند الأفراد وفي الأعمال المنزلية، ألا وهو الكشف الطبي، الذي يركز بوجه عام على الأمراض العضوية، ويشمل تحاليل للدم وللبول,.
إلا أن الطريف ان العامل أو الموظف أو الطالب الجديد لا يمرون على طبيب نفسي لمعرفة مدى سلامتهم النفسية، والقدرات النفسية عندهم لإنجاز ما سوف يوكل إليهم من أعمال وقد يحدث في بعض الحالات أن الحالة النفسية غير السوية أحياناً لا يتم التعرف عليها إلا بعد زمن من تسلم العمل الجديد أو الالتحاق بالمدرسة، وهنا قد تنشأ مشكلة صعوبة العلاج واحتياجه لوقت علاج قد يطول.
يتحدث بعض أصحاب الأعمال ممن يحتاجون لعمالة أجنبية، عن حالات يكتشفون فيها إصابة بعض العاملين عندهم بحالات نفسية تعوق إنجازهم لما يوكل لهم من أعمال، وهذه الحالات تم التعرف عليها بعد احضارهم تقارير طبية تؤكد سلامتهم العضوية من الأمراض السارية,, بعض العمالة الأجنبية مصاب بأمراض نفسية تعوق قيامه بالعمل على الوجه المطلوب, ولبعض الأسر مواقف مع العمالة المنزلية، فبعض الخدم من النساء والرجال يجتازون الفحص الطبي للأمراض العضوية بنجاح وبعد استمرارهم في العمل لشهر أو لشهرين تبدأ علامات إصابتهم بأمراض نفسية من أي نوع في الظهور،وبكل اسف لا تدخل هذه ضمن الأمراض المانعة عن العمل عند الجهات المختصة وخصوصا مكاتب الاستقدام.
كما أنه في بعض حالات الطلاب لا تكتشف الاصابات النفسية إلا بعد انضمام الطالب أو الطالبة للمدرسة أو للمعهد أو للكلية، حيث يجمع الأساتذة على ان هذا الطالب أو هذه الطالبة قد يحتاج إلى ان يعرض نفسه على اخصائي نفسي، وذلك من خلال متابعة أدائه الدراسي، ثم من خلال بعض ما قد يقوم به من تصرفات غير عادية ولافتة للانتباه إلى حد ما في بعض الأحيان, ونفس ما يقال عن العمالة المستقدمة من الخارج يمكن ان يقال عن الموظف السعودي، فبعضهم قد يكون مصابا ببعض الأعراض النفسية، التي يمكن ان تؤثر سلبياً على أداء العمل، ولا يتم اكتشاف هذه الأعراض إلا بعد تسلم العمل، وبعد حدوث أخطاء قد يصعب تلافي بعضها في زمن يسير.
ولابد من التأكيد هنا بأن معظم إن لم يكن كل المصابين بالأمراض النفسية أو ببعض أعراضها، وحتى أولياء أمر الصغار منهم يجهلون انهم أو أن أقرباءهم مصابون بأعراض مرض نفسي، واستطيع هنا ان أستبعد أي مجال للمؤامرة، لا من قبل العاملين والموظفين ولا من قبل أولياء أمور الصغار من الطلاب, والدليل على صحة استبعاد العلم المسبق بالحالة المرضية النفسية، أنهم يفاجؤون بذلك ومن ثم يسارعون لمراجعة المختصين طلباً للعلاج.
المطلوب ان يكون الفحص النفسي للطالب وللموظف وللعامل أحد أهم اشتراطات التعيين والقبول في كل أنواع التعيين والتوظيف والدراسة, وأن لا يكون هذا الفحص عند اكتشاف بعض الأعراض النفسية وبعد تسلم العمل أو بدء الدراسة, كما يجب ألا يكون اكتشاف بعض الأعراض النفسية لدى الباحث عن عمل أو وظيفة أو لدى الراغب في اكمال دراسته مدعاة لمنعه من تحقيق طموحه، أو تفويت الفرصة عليه، وإتاحتها لغيره، لا المطلوب ان يكون اكتشاف أي داء نفسي لا قدر الله الخطوة الاولى للعلاج وللمتابعة وألا يكون سببا للحرمان من العمل أو من الوظيفة أو من الدراسة, اكتشاف الأمراض العضوية أو النفسية إذا كانت السبب في الحرمان من الالتحاق بعمل أو بوظيفة أو بدراسة فإن المصابين بها سوف يحاولون إخفاءها بمختلف الأساليب والطرق وحينها يعم الاثر السلبي على العمل وعلى الزملاء وعلى كل المجتمع, والحل هو أن يكون اكتشاف مثل هذه الأعراض هو الخطوة الأولى للعلاج,.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved