| العالم اليوم
مثلما رفد التطور الحضاري حياة الإنسان ومده بالعديد من وسائل التقدم والرفاهية والعديد من الإضافات والاختراعات التي تنوعت من الاكتشافات العلمية الى الفوائد الطبية والانسانية، جلب إليه العديد من السلبيات التي لم تتوقف فيما اوجده من أسلحة دمار تهدد البشرية جمعاء بالفناء، إضافة الى العديد من الأمراض النفسية والعضوية، وظهور أمراض يمكن تسميتها بالأمراض الحضارية,, وهذه الأمراض ليست تلك التي تسببها الإشعاعات النووية كالتي سببتها قذائف اليورانيوم المخفف التي استعملتها قوات الحلف الأطلسي في كوسوفا فمثل أمراض كهذه تحصل في كل حرب تحرص الدول المتقدمة على استثمارها لتجربة أسلحتها على شعوب الدول التي تواجهها,, بل حتى جيوش حلفائها، انما أقصد بالأمراض الحضارية تلك التي أوجدتها اتساع وازدياد مساحات الراحة والرفاهية، فبعد أمراض الفراغ والقلق النفسي والأرق والسمنة، والسكر والضغط، ظهر الآن مرض الدرجة السياحية ومرض الدرجة السياحية الذي يؤدي الى الوفاة، يصاب به ركاب الطائرات التي تستمر رحلاتها لساعات طويلة بلا توقف، فبعد وفاة راكب بريطاني بعد وصوله الى ملبورن في استراليا بعد رحلة من مطار هيثرو في بريطانيا إثر إصابته بجلطة في أحد الشرايين امتدت الى رئتيه، تزايدت المخاوف في أكثر من عاصمة من احتمال وجود صلة بين جلطات دموية مميتة والسفر جواً في رحلات طويلة.
وكشفت أول دراسة يابانية أوردتها وكالة رويترز التلفزيونية تتناول هذه الحالة التي يطلق عليها أعراض الدرجة السياحية أن أكثر من 25 شخصاً توفوا خلال السنوات الثماني الماضية بعد إصابتهم بتخثر الدم في الأوردة الغائرة وهي جلطة دموية مرتبطة بالسفر جواً لمسافات طويلة.
ويمثل هذا العدد عشرة في المئة من كل الحالات الطارئة في المطارات اليابانية.
وقال طبيب ياباني يعمل في عيادة مطار ناريتا الدولي بطوكيو وكان وراء هذه الدراسة, ان هذا الرقم يخفي عددا أكبر من الأشخاص الذين كتبت لهم النجاة من هذه الحالة.
ويعرض هذا الطبيب للوفيات الخمس والعشرين التي سجلت منذ افتتاح العيادة في عام 1992م موضحاً أنها لم تكن مقصورة على ركاب الدرجة السياحية وأن في إحدى الحالات انهار قائد طائرة ركاب أمريكية داخل قمرة القيادة عقب هبوط الطائرة في طوكيو.
وكانت أعراض هذه الحالة احتلت عناوين الصحف في تشرين الأول اكتوبر من العام الماضي عندما انهارت امرأة شابة بريطانية كانت على وشك الزواج وتوفيت بعد رحلة جوية استغرقت 20 ساعة الى وطنها من استراليا حيث شاهدت دورة الألعاب الأولمبية.
ونقل استراليون المسألة الى المحاكم، حيث تلقى محامون مئات الطلبات من مسافرين لرفع دعاوى قضائية تطالب شركات طيران كبرى بتعويضات مالية كبيرة لضحايا اصيبوا بأعراض الدرجة السياحية.
وكانت أم استرالية شابة 28 عاماً لثلاثة أطفال قد توفيت عقب رحلتها الجوية الاولى, وقالت شقيقة لها ان التشريح أوضح ان شقيقتها توفيت لأنها اصيبت بجلطة دموية خلال الرحلة.
وهكذا كأن البشر بحاجة إلى أمراض ومشاكل جديدة لتتعدد الأمراض التي وصل الأمر الى تصنيفها حتى بالأمراض السياحية,,!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|