| عزيزتـي الجزيرة
ن السكان في أي مجتمع أو بلد يتوزعون على فئات اعمار مختلفة تتراوح من الولدان الذين ولدوا لتوهم الى الشيوخ والمعمرين الذين وصلوا اعمارا ربما تتجاوز المئة وبين هؤلاء واولئك هناك الاطفال والشباب والكهول, وان نسبة كل فئة من تلك المجموعات تختلف عن غيرها باختلاف المجتمعات البشرية وعادة ما يكون التوزع على شكل هرم قاعدته كبيرة وذروته صغيرة والقاعدة تمثل الصغار والقمة يتربع عليها ذوو الاعمار الكبيرة، هذا الهرم يختلف من تجمع سكاني لآخر فقد تتسع القاعدة كثيرا وقد تتقلص وذلك حسب التكاثر السكاني في البلد, هناك بلاد تتساوى فيها القاعدة مع القمة وهي المجتمعات التي يولد فيها اطفال بقدر عدد الاشخاص الذين يودعون هذه الحياة وهذه المجتمعات لا يزداد عدد السكان فيها وهي المجتمعات التي وصلت مرحلة الركود السكاني، وهناك بلاد مثل بعض البلدان الاوروبية التي انكمشت فيها القاعدة لدرجة أصبحت أصغر من القمة فانعكس شكل الهرم تقريبا وفي هذه المجتمعات يكون عدد الاطفال أقل من المعمرين هي مجتمعات الاضمحلال البشري والتي يتناقص فيها عدد السكان.
بلادنا تقع ضمن الهرم ذي القاعدة الواسعة الكبيرة فمعظم السكان لدينا تأتي أعمارهم دون الخامسة عشرة من العمر فنحن اذا من المجتمعات الشابة التي يزداد سكانها باطراد والحمد لله.
الهرم الذي يشكله مجتمعنا يفرض أعباء تتمثل في ان الجيل الصاعد لم يصل بعد مرحلة الانتاج فهو بالتالي لا يزال في المرحلة الاستهلاكية هذا نظريا اما الدراسة الواقعية فترينا الوجه المشرق للهرم حيث ان امكانيات بلادنا كبيرة لا بل هائلة ونحن بحاجة للسواعد التي تصنع المستقبل الرائع فحاضرنا مشرق ومستقبلنا مزدهر اكثر باذن الله.
ان الجيل الذي سيصنع الغد امانة في اعناقنا وعلينا تقع مسؤولية تنشئته وتربيته بالشكل الذي يكفل لنا بالاضافة الى الكم نوعية تفاخر بها السعودية .
مها عبدالسلام الحموسة
مدرسة تربية فنية
|
|
|
|
|