| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
تحية طيبة,.
اطلعت على ما كتب في صفحة وطن ومواطن بالعدد 10301 في 15/9/1420ه حول معاناة خريجي الانتساب بعدم تحسين مستوياتهم على الرغم من تواجدهم على رأس العمل ولان احد الزملاء بالعمل ذكر لي معاناته ومعاناة الآخرين بحائل ابتداء من الألف الى الياء وتم تزويدي بعدد كبير من صور الخطابات وغيرها بل انه من بين هؤلاء المعلمين معلم حصل على دبلوم الكلية المتوسطة وواصل الحصول على درجة البكالوريوس ولم يحسن مستواه.
ويقول هؤلاء انهم تقدموا بطلب مواصلة الدراسة الجامعية بنظام الانتساب في جامعة الملك عبدالعزيز وهم على رأس العمل وبالفعل تمت الموافقة من قبل الوزارة بخطابات مرقمة ومؤرخة بعد ان حددت الوزارة التخصص الذي ترغبه واشترطت ان أي معلم يغير التخصص فالوزارة ليست مسؤولة عن تحسين مستواه فتم الاتفاق بين الطرفين.
وذهبوا الى جامعة الملك عبدالعزيز وأنهوا جميع الاجراءات الخاصة بالدراسة وتسجيل التخصص الذي حددته الوزارة وليبدأ مشواره وتمضي السنة تلو السنة والأمل يحدوهم بقطف الثمار والحصول على وثيقة التخرج ليلحقوا بركب زملائهم الذين سبقوهم وتم تحسين مستواهم وبنفس الشروط وبالجامعة نفسها وبنظام الانتساب, هؤلاء تكبدوا معاناة مادية وجسدية ونفسية من اجل الحصول على هذه الشهادة البعض منهم لديه عائلة واطفال وابناء في المدارس الذين يصادف موعد امتحاناتهم مع امتحانات آبائهم في الجامعة.
وهاهي الايام تمضي والسنون تنقضي ليتخرج هؤلاء من الجامعة وكم كانوا فرحين ومستبشرين بالنجاح بعد هذا الجهد الجهيد والعمل الدؤوب فتوجهوا الى اداراتهم التعليمية حاملين وثيقة التخرج من اجل رفعها لوزارة المعارف ليتم تحسين مستواهم اسوة بزملائهم السابقين.
ولكن وقع امر لم يكن بالحسبان ولم يدر بخوالدهم والذي اصبح قاصمة الظهر بتبديد آمالهم وتحطيم احلامهم عندما افادهم احد الموظفين بأن الوزارة ترفض مثل هذه الشهادات الانتساب ولذا استغرب هذا التناقض العجيب من وزارة المعارف ولذا يطرحون سؤالا: كيف لا تعترف الوزارة بشهادة الانتساب وهي التي وافقت وسمحت لنا وبشروطها التي وضعتها وتم تنفيذها من قبلنا؟ هل عدم الاعتراف بهذه الشهادة يعني عدم الاعتراف بالجامعة؟ هؤلاء لم يستسلموا لهذا الامر بل تقدموا بعدد من المعاريض والمكاتبات والتظلمات لوزارة المعارف التي تبدأ بشروحات ثم تمر بوضع الأرقام والتواريخ وتنقل من قسم الى قسم ويكون زبدة الكلام في نهاية المطاف ان تحسين المستويات هو من اختصاص وزارة الخدمة المدنية.
ثم يتوجه هؤلاء الى وزارة الخدمة المدنية ليبدأ المسلسل بخطابات التظلم وينتقون لها اعذب الكلمات واكثرها تأثيرا لعل وعسى ان تجدي وتجد مسؤولا يقدر معاناة هؤلاء ثم تبدأ بالشرح كالعادة ثم بالرقم والتاريخ ثم تنتقل من قسم الى قسم ومن موظف الى موظف ثم يكون ثمرة هذه المراجعات انهم خرجوا صفر اليدين وتقذف الكرة مرة اخرى الى وزارة المعارف حيث ان عملية التحسين ليست من اختصاصاتهم حتى اصبح كل موظف يأتي بنظام من عنده حيث قال لهم احد الموظفين في وزارة الخدمة ليس امامكم الا ان تدخلوا في عملية المفاضلة في حالة الاعلان عن الوظائف ويقول هؤلاء هذه اغرب نصيحة وجهت الينا وهنا يتساءلون: كيف ندخل في عملية المفاضلة المزعومة امام اعداد هائلة تقدر بالآلاف تتوافد على مكاتب الوزارة جماعات وفرادى وعلى بند 105 أو المستوى الثاني الذي نحن معينون عليه.
الحقيقة ان وزارة المعارف هي التي تتحمل تبعات معاناة هؤلاء المعلمين وهي المعنية بتحسين مستوياتهم للاسباب التالية:
1 ان الوزارة هي التي وافقت وسمحت لهؤلاء المعلمين بالانتساب وبنفس التخصص الذي حددته.
2 عدد من المعلمين المنتسبين ومن نفس الجامعة ونفس التخصص تم تحسين مستواهم فهل هذا حلال لهم وحرام على غيرهم؟
3 قرار عدم الاعتراف بهذه الشهادة جاء بعد ان اوشك هؤلاء على التخرج ويعتبر تحسين المستوى شرطا ملزما على الوزارة والمسلمون على شروطهم.
4 ما زالت وزارة المعارف تشجع وتحث المعلمين على مواصلة دراساتهم في كليات المعلمين سواء بالتفرغ الكلي او الجزئي بهدف الرفع من كفاءة المعلمين وتحسين مستوياتهم دون الدخول بالمفاضلة.
5 جامعة الملك عبدالعزيز التي تحمل اسم المؤسس تخرج اطباء مهرة ومهندسين بارعين ومعلمين متميزين يمارسون العمل في جميع مرافق الدولة فكيف لا يتم الاعتراف بهذه الشهادة الانتساب ؟
6 وزارة المعارف وافقت قبل فترة على تحسين مستوى المعلمين الحاصلين على درجة الماجستير المستوى السادس فكيف تعجز الوزارة عن تحسين مستوى هؤلاء الذين يبلغ عددهم على مستوى المملكة قرابة المئة معلم.
7 تحسين مستوى خريجي كليات المعلمين بالجامعات يتم سنويا وباستمرار من بند 105 الى المستوى الثاني ثم الثالث والرابع والخامس والسؤال لماذا لا يكون لهؤلاء نصيب منها؟
8 من المعروف نظاميا ان اي قرار يصدر لا يلغي ما قبله اذا ترتب عليه مضرة احد او منع أحد من حقه.
ان هؤلاء المعلمين أصابهم الاحباط النفسي والمعنوي ازاء معاملتهم بهذه الطريقة وهم الذين افنوا شبابهم وبذلوا عصارة جهدهم وعطائهم في الميدان التربوي في تعليم الاجيال وتربية النشء وقد حرصوا على تحسين مستواهم العملي الثقافي فهل جزاء الاحسان الا الاحسان؟
فماذا يفعل هؤلاء بشهاداتهم التي أصبحت تشكل كابوسا لا يفارق مخيلتهم بل تندموا على السنوات التي ضيعوها وضيعوا معها أموالا وجهدا ووقتا.
هل يبقى هؤلاء قابعين في مستواهم الثاني أم يواصلون دراساتهم في كليات المعلمين واذا وصلوا فان التقاعد لهم بالمرصاد؟معالي وزير المعارف: انت البلسم الشافي والطبيب المداوي لجراح هؤلاء المعلمين باذن الله بتبديل حزنهم ومعاناتهم الى فرح وسرور,وفق الله الجميع لما فيه خير العباد والبلاد,.
ناصر بن عبدالعزيز الرابح
حائل
|
|
|
|
|