أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 11th January,2001 العدد:10332الطبعةالاولـي الخميس 16 ,شوال 1421

منوعـات

وعلامات
الحفاظ على البيئة: متى وكيف!؟
عبدالفتاح أبومدين
* هناك قلق ينتاب العالم,, خوفا على ما نسميه البيئة,, وهي قضية تتردد على الأسماع، وتطرح في وسائل الإعلام، وفي المنتديات والبحوث الدراسية، غير أنها لا تجد أصداء واهتمامات ومبادرات,, لدراسة المشكلة وبحث حلولها، ثم إنشاء إطارات تنهض بهذه الحالات,, التي افرزتها ظروف شتى منها:
1 الانفجار السكاني,, وما يفرز من قمامة وأوساخ وفضلات لا حدود لها.
2 انتشار المصانع وما تفرزه من تلوث ذي أنماط لا حد لها.
3 تلك الكيماويات,, وهي إفرازات صناعية لكل ما يمارسه البشر، بما في ذلك وسائل الدمار.
4 ما تلقاه الكائنات البحرية من أوضار البشرية,, بدءاً من اندلاع الغاز في البحار من وسائل نقله الى رمي الكيماويات، وأنابيب الصرف الصحي,, إلى غير ذلك مما يؤذي البيئة البحرية,,!!
* لكن الاهتمامات بالمحافظات على البيئة لم تبدر,, الاخلال سنوات حين أحس علماء البيئة بالخطر,, فقرعوا الأجراس منذرين الحكومات والهيئات أن افيقوا قبل أن تحدث كوارث,, تأتي على الأخضر واليابس,, ذلك ان الانسان قد أفسد الكون بتدخله في نظامه، وأنه لم يحافظ على سلامته,, كما أراد الخالق سبحانه وتعالى، لذلك دب إليه الفساد, قال تعالى: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها).
إن إنسان الحضارة ,, كما يزعم لنفسه انطلق في الحياة، لا يهمه سوى مصالحه ونهمه,, لينال كل ما يريد، ويجمع اكثر مما يحتاج، وعدا ذلك لا يهمه ما تؤول إليه الحياة,, من خراب ودمار,,!!
* أسوق هذا الحديث,, بمناسبة ما قرأت للأخ الدكتور أمين ساعاتي في عكاظ,, يوم الاحد 5/10/1421ه في زاويته قضايا اجتماعية حيث يطالب وبالحاح ب (هيئة عليا للبيئة) وقد أبان الكاتب في كلمته تلك الحالة المتردية,, التي وصلت إليها البيئة عندنا,,!! وأعود لأقول ان هذه الصيحة,, تتردد في انحاء المعمورة، وتدور أحاديث عبر التلفاز وفي ندوات,, حيث يقدم الخبراء بحوثا تعرض الأخطار التي تحيق بالانسان على وجه البسيطة، وهي من صنعه هو وحده! وعلى الدول ان تسارع الى درء تلك الأخطار,, التي اخذت تتفاقم وتنتشر في كل مكان، من صنع الانسان وإهماله,,!!
* والدكتور أمين ساعاتي,, تحدث عن جدة والعمل في رأيي ينبغي ان يشمل كل أجزاء بلادنا,, ولابد ان تدعو وزارة الشؤون البلدية والقروية الخبراء المختصين بالبيئة,, عبر امانات المدن والبلديات ووزارة الصحة لدراسة تلافي وقوع اضرار جمة,, إذ لم تتلاف الحال ويسارع في معالجة ما ينداح في ساحات حياتنا كلها,, قبل فوات الأوان والندم على التباطؤ ثم نردد المثل القديم: (ولات ساعة مندم)!!
* إن مشروع إنشاء هيئة عليا لحماية البيئة,, مطلب أساسي وملح اليوم قبل الغد, ورصد ميزانية لذلك, وينبغي أن يكون هذا المشروع في طليعة اهتمامات الدولة، لأن حماية البيئة هي حماية لحياة الانسان وصحته!! فهل نسمع قريبا بوادر من حكومتنا، تطمئن الناس من الخوف المحدق من تردي حال البيئة؟ أرجو ذلك,,!
* أجمل ما طرحه الدكتور ساعاتي في كلمته وهو: زيادة الفئران الهائلة في جدة، وكذلك الغربان وتكاثر الذباب والبعوض، وانتشار المستنقعات, ونزيف البيارات,, لعدم وجود صرف صحي في البلاد! إن كل الذي ذكره الأخ أمين ساعاتي صحيح وحق, غير أن سبل الوقاية ضعيفة جدا وبطيئة, وحال تنذر بأخطار وكارثة,, لا تحتمل التسويف والانتظار الطويل والمعالجات البسرية والجزئية، لأنها لا تجدي,, والمغرم سيكون أكبر,, إذا لم يشمر لتلافي التصدع, والله المستعان.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved