أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 11th January,2001 العدد:10332الطبعةالاولـي الخميس 16 ,شوال 1421

الثقافية

علامة
الصدفة,, الأجمل
نورة الغامدي
هل جرب احدكم الإحساس العظيم,, بذاته من خلال شيء صغير يُقدم له على غفلة ويأتيه كالحلم,, كالأمنية المستحيلة ويبهجه الى درجة البكاء.
هل جرب احدكم,, خاصة عندما يهاجمه شعور بالغربة وبأنه يلج بوابة العام الجديد وحيدا متسائلاً,,,,!
إلى متى ستبقى اليد مقبوضة على خطوطها الى متى؟؟!!
ولا شيء في الذاكرة,, التي تمتنع حتى عن اعادة تفاصيل ما كان,.
تعبر مع العابرين بوابة العام الجديد,.
وكل شيء بارد وبليد
متوجساً وخائفاً
وحيد النظرة,, وبلا تعابير
تدثر جسدك بالأصواف,, وتهدئ من ثورة نفسك بالأضواء الخافتة,, وأنت تعبث في كتب التاريخ القديم,, ورواية الواقعية السحرية وترانيم الشعر وصوت القدس في حنجرة مارسيل خليفة.
ومع كل كلمة وكل سطر ينزح بك الموج الى,, العمق,, بعيداً عن عالم الناس,, الذين يحيطون بك,, تماما كريشة طائر أفلتتها الريح الى متاهة البحر,.
وماذا في قلب البحر؟
الكفان تُفرد على غفلة في ظلمة اللجّ
وعلى خطوطها,, كاسيت موسيقى
اسود صغير
ينثر لك عبير الماضي العذب,.
من خلاله تكتشف عظمة الإنسان ورحابة التخيل,, وجنون الحلم الذي طالما طاردك في ان تسمع صوت عقلك وتلمسه إما لفظا أو حركة أو حتى صراخاً,.
لكن أن يتجسد لك في موسيقى من الامس البعيد,, الهارب إليك من قلب ماقبل التاريخ النافر اليك من عبقريات النقش المحفور في صدرك النائم في عمق فوران الأرض المكتومة بالأسرار والغيب,.
اذا انت ملك الدنيا,.
أولست الذي يحتفي الآخر بعقلك
ويرفعك الى مرتبة اعلى
أمر,, يُنبت لك اجنحة من بخار ونورا لتتخطى الأقدام الراكضة وتتقدمهم
فارداً صدرك,, للريح,, للبرد,, لرائحة الورد,, ولون السماء,, لليل والنهار,, للصحو,, والنوم
ومهللا لكل من يصادفك
وانت تُشير,, الى قلبك,, محتفياً
هنا قلب,,.
والى عقلك,, بكبرياء,, منادياً
ايها القنديل
الذي غرسه الآخر بحدسه الجميل,, ما بين
الرافدين,, غريباً
يلوذ به كل رعاة الزمن القديم,.
ويجتمع على ضوئه,, الحواة,, والرواة,, والمداحون,.
ويضيء معابر هضاب الرافدين
لصهيل الأحصنة
وللغبار المضيء
الذي يتسربل النوافذ العتيقة
المشرعة فوق اعشاب النهرين,.
موسيقى
مستوحاة من الزمن القديم
موسيقى,, ولجت بي بوابة العام الجديد
وكانما توشوش لي, قائلة:
الصدفة,, الأجمل,.
أن يحتفي الآخر بعقلك
في زمن الشح والمادة,.
والأثمن,.
ان يغلف لك الربيع والدهشة
في لؤلؤة خفية,, تعلقها في الذاكرة
ثروة لا تنضب
وحلية بطعم السكر الابدي
وانت تنسخ,, نسخة اخرى من الموسيقى التاريخ
خوفاً على الأصل من الضياع,, أو الفناء,.
مردداً قول محمود درويش,.
وداعا لما سوف يأتي به الوقت بعد قليل,, وداعا,,وداعا لما سوف تأتي به الأمكنة,.
,,,,, ,,,,,, ,,,,.
سأعرف كيف سأحلم بعد قليل,, وكيف سأحلم بعد سنة.
,,,,, ,,,,,, ,,,,,.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved