أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 11th January,2001 العدد:10332الطبعةالاولـي الخميس 16 ,شوال 1421

الثقافية

على ضفاف الواقع
الإحساس الأخير,, بالزمن
(1)
غادة عبدالله الخضير
** ها انذا,, اخرج من حضرة الخمس دقائق الاخيرة لشهر رمضان الكريم,, اودعه وانا اشعر بحزن يسكن ما استطاع مني، ان ذاكرتي تنشر صورة قريبة لخمس دقائق اخرى ودعتها,, لشهر شعبان المنسحب من اعمارنا كما ينسحب النسيج من النسيج,, فماذا بقي بك ايها العمر؟,, وهل يسمح الباقي من العمر,, لهرولة جديدة,, نستقبل فيها مجددا ما ودعناه؟ اخرج من حضرة تلك الدقائق الخمس,, لأدخل في بداية جديدة واستقبال جديد,, لشهر جديد,, مشاعرنا فيه اصبحت مغلفة تماما كقطع الحلوى المزركشة التي نقدمها,, لملامح عدة.
ترى ماذا بقي من الحلوى؟ ومن بقي من الملامح؟
من فكر فيما,, نودعه,, وما نستقبله؟ من فكر في حلوى العيد,, بعد العيد؟ ما هذا الاحساس الغريب بالزمن؟ ما هذه الغفوة,, المطعون بها هذا الزمن,,؟!
كيف لا نشعره الا ونحن نستقبله؟ ثم ندخل في سبات كهفي نستيقظ بعده,, على شعور,, اننا واقفون ملوحون له بالوداع؟
هل فكرتم شيئا في الزمن غير الاستقبال,, والوداع؟
هل عرفتم شيئا في الزمن غير السبات,,؟
هل عرفتم شيئا في الزمن غير البداية,, والنهاية؟
الزمن,, هذا الحضور في برمودا,, البدء,, الغفلة,, النهاية,, ما الحل له؟ ما الحل فيه؟
(2)
للزمن,.
وفي الزمن,, لحظات عديدة,, لا نستطيع ان نخرج فيها عما نرغب,.
نغرق فيما نرغب,.
نغرق فيما نتمنى,.
يخيل الينا,, لوقت,, خارج الغفلة,, لوقت في عمق الوضوح,, ان الزمن يعاندنا,, وان ما نذكره جيدا في الزمن في بدئه,, ونهايته,, وتفاصيله الدقيقة التي في المنتصف لن يتحقق اوانه بعيد المنال او انه الآن ليس لنا.
في ذلك الوقت,, نلقي بأسلحتنا,, ونكمل غفلتنا,, ونعانق النوم؟
في تمام ذلك الوقت,, يهبنا الزمن فرصتنا ويصفق بقوة,, لانتصاره؟
يراقبنا الزمن,, فمتى ما ألقينا بأسلحتنا باغتناه,, وانتشى!!
(3)
شاكرة ومقدرة,, ان الاشرار الذين احببتهم,, فاستعمروا مدينتي واستوطنوا,, فيها,, وعاثوا فوق ارضها,, فرحا,, يعودون حاملين سلالاً من غراس الياسمين,, يثبتون,, اصولها في الارض,, ويحرضون سرباً من الفراشات الملونة,, الحالمة,, على الهجوم
,,شكرا,, لاولئك الاشرار,, الغائبين,, الموسومين دوما,, بالحضور.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved