أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 11th January,2001 العدد:10332الطبعةالاولـي الخميس 16 ,شوال 1421

مقـالات

ترانيم صحفية
(الكشتات) في وقت الحصاد!!
نجلاء أحمد السويل
قد يكون الطقس البارد عاملاً مشجعاً لكثير من الناس لارتياد رحلات البر واقامة الكشتات أو على الأقل الاجتماع مع الأصدقاء على العشاء في أي مكان مفتوح على هذه النسمات الباردة فكثيرون هم الذين يعشقون هذه الاجواء وكثيرون ايضا من يقضون اوقاتا طويلة خارج منازلهم وقد تكون هذه الأخيرة سمة ايضاً لعدد ليس بقليل من النساء ولا أظن ان هذا الأمر يعد مشكلة في حد ذاته بل ان المشكلة الحقيقية كامنة في ان عددا من الأفراد يضمون بين اقفاصهم الصدرية قلوباً أبرد من هذا الصقيع الذي نعيشه انهم يحملون عقولاً جمدتها (المربعانية) حتى تكسرت وتبعثرت ثم تلاشت.
هذا ما يجعلني في الواقع اتساءل هل بلغت اللامبالاة ببعض الآباء أو الأمهات درجة يفضلون بها التمتع والاستجمام والراحة على تخفيف هموم اولادهم ومشاركتهم وجدانياً في فترة هم يحتاجون اليهم فيها!!
هل يدوس هؤلاء على مشاعر ابنائهم بقلوبهم الممزقة التي لاتعرف سوى الأنانية؟!
نعم,, الأمر ليس فيه اي مبالغة كما قد يظن البعض فكثيرون هم الذين لا يعيرون امتحانات ابنائهم أي اهتمام وتراهم يتنقلون من مكان لآخر ويبحثون يومياً عن (جمعة اصحاب) حتى يقضوا (أوقات فراغهم), كما يظنون.
أي فراغ هذا الذي يتحدثون عنه؟!
فلماذا يخلي البعض مسئولياتهم من اختبارات ابنائهم ويهملون مؤازرتهم؟ ولماذا لايكلف هؤلاء انفسهم على الاقل بإشعار ابنائهم بأهمية مايقومون به من أداء أو من سلوك؟!
ولكن الحجة جاهزة عند اولئك اللامبالين بأولادهم وهي ان الأم تكفي وحدها لمراجعة المادة للابن أو العكس أي أن الأب يسد خانة المراجعة لابنه؟! هم يظنون ان الأمر يتعلق بالتدريس والتلقين والمراجعة وهذا ما يجعل الابن بمجرد اعتماده على نفسه لا يجد من يذاكر له من حوله أو حتى على الأقل يشاركه وجدانياً في احساسه!!
ان المشاركة الوطنية في هذه الأيام الصعبة على الأبناء وهي وقت (الحصاد) انما تتمثل في اشعار الابن بأهمية اختباره وتحسيسه بالرغبة في نجاحه وانجازه لا اغلاق الباب عليه وتركه يدرس وحده بحجة انه كبير معتمد على نفسه والانصراف عنه خارج المنزل ساعات طويلة؟!
اعتقد ان مسئولية الأب والأم أكثر من ذاك بكثير فمن الواجب عليهما في فترة الاختبارات ملازمة أبنائهما ملازمة تسعد أولئك الأبناء وتضيع أو تقلل من هم الاختبار وعناء التفكير فيه أو القلق منه.
اما عن السهرات والكشتات خارج المنزل فهي أمور ثانوية لاتقارن بضياع مستقبل الأبناء أو اهتزازه وليترك البعض هذا الطقس البارد للاستمتاع به في ايام قادمة وليست فترة حرجة للأبناء كالتي نعيشها الآن!!
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود (قسم علم النفس)
عنوان الكاتبة:
E:mail\najla sool@ maktoob.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved