أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 11th January,2001 العدد:10332الطبعةالاولـي الخميس 16 ,شوال 1421

مقـالات

وأنا,, من يحمي مشاعري؟!
د, فهد حمد المغلوث
الم تشعر احياناً وفي ظل ظروف قاسية قاهرة غير عادلة، ألم تشعر بحاجتك الشديدة لأن تردد هذه العبارة؟ اقصد عبارة وانا ماذا عني؟ وانا من يحمي مشاعري انا من يسأل عني؟
ألم تشعر ايضا باحتياجك الشديد لمن يرد عليك رداً يشفي ما بداخلك من قهر واحباط ويأس وقلة حيلة!؟ بل ألم تشعر برغبتك القوية في ان تعبر عن رأيك وتشرح لغيرك وبصوت مسموع ماذا يضايقك ويقهرك؟
اننا مع الاسف نرى يومياً من يسيء الى مشاعرنا ويستخف بها دون ان يجد من يعاتبه او يعاقبه او يقول له انك على خطأ وربما وانت تُجرح يومياً في مشاعرك تتساءل: هل نحن في حاجة لنظام او قانون يحمي مشاعرنا ويراعيها من اولئك المستهترين بها الضاربين بأصولها وآدابها عرض الحائط؟ اولئك المستغلين لنا في كل مكان تتجه اليه وفي كل واحة ظل نحتمي بها!.
من يحمي مشاعرنا من اولئك الذين يستغلون مشاعر الطيبة والصدق بداخلنا لاغراض شخصية دنيئة تخدم مصالحهم الشخصية؟
من يحمي اذواقنا من اولئك الذين يشوهون المظهر الحضاري الجميل لهذا الوطن المعطاء الغالي من خلال الكتابات الرخيصة والسيئة على الجدران ودورات المياه وكأن هذه الأماكن ليست مقدرات الوطن ومكتسباته وانما ملكهم وحدهم يحق لهم التصرف فيها دون غيرهم ودون حتى ادنى مساءلة؟!
من يحمي اذواقنا من تلك السفاسف التي نواجهها يومياً التي هي مع الاسف من الكثرة والتنوع ما نعجز عن حصره في جميع وسائل الاعلام المقروءة والمرئية والمسموعة؟!
ومن يحمي حقوقنا من اولئك اللامبالين اللاواعيين المتهورين الذين يتسببون في احداث جراح نفسية غائرة لبعضنا دون ان يشعروا او يكترثوا؟!
ان العواطف والمشاعر حينما تستغل ويساء اليها فإن هذا معناه اننا طُعِنَّا في اعز ما نملك وفي اصدق ما نفتخر به، ومن المؤكد ان غالبيتنا اليوم قد مر بمثل هذه التجربة القاسية بشكل أو بآخر! واقصد بها انه قد مر ولو باحساس انه قد استغل في مشاعره من قبل طرف آخر او اطراف آخرين وسوف تكون من المحظوظين حينما لا تمر بمثل هذه التجربة لأنها حينما تحدث فإن لها آثاراً سلبية علينا!
وما نقصده تحديداً ان عواطفنا يجب ان تخدم قضايانا واحلامنا المشروعة لا ان تستغل ضدنا وينظر اليها على انها نوع من السذاجة وتكون في غير صالحنا، وبالذات في اوقات نحن في حاجة ماسة لان نشعر بان عواطفنا ومشاعرنا قد وضعت في مكان وفي شكل مناسب وعوملت بأسلوب يجعلنا راضين عن انفسنا ونحقق التوازن والسلم الداخلي.
نعم انا لا امانع في ان اكون كريماً مضحياً متسامحاً متواضعاً فهذه هي طبيعتي وشخصيتي وهكذا ارادني الله وربما هذا هو لسان حالك ايضا ولكنك قد تقول ايضا: ولكن انا من يحس بي؟ من يعوضني عن تلك المشاعر المفقودة المسلوبة مني او تلك التي لم استمتع بها طيلة سنوات عمري الماضية؟
قد تتساءل ايضا وتقول: وانا اين موقعي من الاعراب؟ الى متى اظل مفعولا به وليس فاعلا، لي دور واضح في رسم الاحداث من حولي والتحكم فيها خاصة تلك التي تهمني وتعنيني بالدرجة الاولى دون غيري؟
الى متى اظل اقبل ما يُملى علي من غيري بينما لا استطيع حتى ان اقول لا؟ كفى لا استطيع التحمل كفى الى هذا الحد! الى متى تظل دموعي تنهمر على خدي رخيصة بسبب ودون سبب لمن يستحق ولمن لا يستحق وكأنها لا تعني احداً بينما هي غالية وغالية جداً على نفسي؟!
الى متى يظل الظلام الدامس رفيق دربي وانيسي من وحدتي وشريكي في غرفتي الى متى؟!
الى متى اظل انتظر وانتظر لكي اشعر ببصيص امل يشعرني ان لهذا الانتظار فائدة ولو بسيطة كي اشعر ان لحياتي معنى يستحق الانتظار؟
الى متى اظل اقول بان من حولي لا يستحقون ان ابكي من اجلهم او ان اقلق بشأنهم او حتى افكر بهم واشغل نفسي بهم؟ الى متى؟ الى متى اظل أتعلق بغصن ضعيف يابس سوف ينكسر مع اول هبة ريح حقيقية ومشاعري اقوى من ذلك؟!
بل الى متى اظل غريباً على نفسي لا اعرفها وابحث عمن يعرّفني عليها ويقرّبني منها ويقدمني اليها على انني هي وهي انا؟! ومن هو ذلك الشخص القادر على القيام بهذا الدور الصعب المتعب؟ من؟
لا شك ان هناك فئات من المجتمع عرضة لاستغلال مشاعرها اكثر من غيرها ولكننا مع الاسف غير قادرين على فعل شيء حيالها؟!
فئة بحاجة للمشاعر الصادقة المتبادلة والكلمات النابعة من القلب، فئة بحاجة لان تضحي بأغلى ما تملك من اجل ان تجد من يحمي مشاعرها ويحميها من الاستغلال والعبث الذي بدأنا نلاحظه بصور كثيرة ومختلفة.
انا لا اريدك ان تحزن حينما تشعر بمن يطعن بمشاعرك التي هي جزء من كرامتك، ولكن ثق بإذن الله انك لست لوحدك مهما كنت بعيداً! فهناك من هو على شاكلتك ومتعاطف معك ليس مجاملة لك وعطفا عليك بل قناعة بك وايماناً بأهمية وجمال ما تحمله في داخلك من جماليات لا يعرفها الا من هو مثلك وحينئذ، فانت لست في حاجة لمن يحمي مشاعرك بل لمن يجعلها اكثر تجدداً وعطاء لما لا وانت المشاعر في الاصل!
همسة
وانا, ماذا عني؟
ماذا عن مشاعري؟
ماذا افعل بها؟
حين ترفضها انت
في هذا الوقت بالذات
وقت حاجتي لك
وقت عدم استغنائي عنك
* * *
قل لي ارجوك
ماذا افعل بمشاعري؟
لمن اعطيها غيرك؟
لمن لا يستحقها سواك؟
لمن لا يعرف قيمتها بعدك؟!
* * *
واين هو ذلك الانسان
الذي استطيع ان اثق به
دون حدود؟
الذي ابوح له
دون قيود؟
الذي اتحدث معه
بمنتهى الصراحة!
دون أن اخشى
اساءة فهمه لي
دون ان اخاف
ردة فعله مني؟
اين هو ذلك الانسان
وانت موجود؟اين؟
* * *
اين اذهب انا؟
وماذا عن مشاعري وعواطفي؟
من يقدرها ويحميها؟
من يتفهمها ويداريها؟
ولمن اتجه بعد الله؟
اذا كنت انت
وانت اقرب الناس لي
لا تأبه بي!
لا ترد علي!
لا اراك حينما اريدك!
لا اسمعك حينما اناديك!
* * *
من يحس بما اعانيه؟
من يشعر بما اقاسيه؟
من يقدر تضحياتي؟
من يحقق امنياتي؟
من يحنو ويعطف علي
حينما تغيب عني
من يأخذ بيدي
بعد ان تتخلى عني؟
* * *
من هو غيرك ايها الدلال
اعطيه قلبي,, دون تردد؟
ومن هو غيرك ايها الامال
اتمنى ان يكون رفيق دربي؟
* * *
صحيح انك لم تقلها لي
لم تصارحني بها
لم تقل لي انني لا اريدك
ولكن
يكفي ان تكون عواطفك
باردة فاترة معي!
لاعرف انك لا تريدني!
يكفي انك قلق معي
لاعرف انني ثقيل عليك!
يكفي انك لست انت
في الآونة الاخيرة
لاعرف انك تغيرت علي!
لم تعد كما كنت!
* * *
الا يحق لي بعد ذلك
ان اخاف المستقبل؟!
ان اخشى المجهول؟!
ان اطالبك ان تكون معي؟
على الاقل بجانبي
لاشعر بالاطمئنان
ولاحس بالأمان
بعد الله؟

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved