أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 11th January,2001 العدد:10332الطبعةالاولـي الخميس 16 ,شوال 1421

مقـالات

مداد العقل
البلديات والصحة
الدكتور سليمان الرحيلي
تعد الصحة في هذا العصر هاجس الانسان ولا ندري من حسن حظ الانسان المواطن أو من سوء حظه ان تعنى البلديات بالصحة على الرغم من تعدد مسؤولياتها الأخرى وتشعب مجالاتها، وصحة البيئة والمرافق البلدية والخدمية مطلب حيوي وضرورة حياة، الكل يحتاجها فمن ذا الذي يستغني عن الشارع أو الحديقة أو المخبز او المطعم أو حتى الحلاق ولا نستطيع ان نطالب بأن يكون هذا الجهاز تابعا لوزارة الصحة فهي جهاز مثقل بما فيه الكفاية ومن ثم لا مندوحة من مواجهة الواقع والارتقاء به صحيا فنحن لا نرتقي بصحة أبناء مجتمعنا وسلامة غذائهم ونظافته فحسب وإنما نوفر مئات الملايين من الريالات على الجهات الصحية الاخرى من علاج وأدوية نتيجة تردي الاوضاع البيئية الأخرى.
ان كثرة المطاعم وتنوعها ومحليتها وأجنبيتها والبوفيهات والمطابخ وأنواعها ومزارع الدواجن والحيوانات واللحوم والمسالخ وإنتاج الخضروات والحبوب وغيرها في مجتمع يعد قارة ماذا عسى البلديات أمام قلة طواقمها المؤهلة ووظائفها الأساسية كالتخطيط العمراني وادارة الأراضي والنظافة ماذا عسى ان تراقب أو تباشر من إشراف على ذلك العدد الكبير من المطاعم والمطابخ فقط التي تصل في المدينة الواحدة الى أكثر من ألف موقع.
في وقت أيضا تتداخل علاقاتها وصلاحياتها بكل ذلك بجهات أخرى كالصحة والزراعة وهي فضلا عن أنها مثقلة بمسؤولياتها ومجالاتها الكبرى فإنها تلقى او تترك ما يخصها هنا للبلديات التي لا تملك في كثير من الأحيان العدد الكافي من المراقبين الصحيين في مجالاتها فضلا عن مجالات الجهات الاخرى إن التداخل والتواصل والتواني في هذه الميادين يكلف المستهلك صحته أو كثيرا من جوانبها ألم يحن ونحن في مرحلة تحرير القطاعات والأجهزة التنفيذية ان تكون للصحة الغذائية ووقاية أوعيتها ومحلاتها الكثيرة الانتشار وكالة او ادارة عامة مستقلة تأخذ كل ما يتعلق باختصاصها من الأمانات والبلديات والزراعة والصحة والتجارة وتفرغ تلك الجهات لوظائفها الأساسية انه أمر الصحة وغلاؤها وتكاليف علاجها الممكن وغير الممكن ايضا حيث يسهم الغذاء تركيبا ونظافة والبيئة وصحة وحماية في تحديد ذلك بشكل جذري.
وأخيرا في مجال الصحة العامة هل من المناسب ألا يجد الناس في مدنهم الكبرى مضماراً مناسباً للمشي يمارسون فيه هواياتهم بل صحتهم وان يتم ذلك في الرياض وهي المدينة القدوة بلديا حول مستشفى أو على امتداد شارع عام حيث تقوم أعداد كبيرة من الرجال والنساء بمزاولة المشي والهرولة حول مستشفى في شارع الضباب على الرغم من المخاطر التي تحدق بهم فهو يقع على شوارع رئيسية مزدحمة مليئة بالتلوث البيئي ثم ان مخاطر الحوادث المرورية تهدد أولئك المشاة كل يوم فلو حادت احدى السيارات وانزلقت نحو تلك الأرصفة التي تعج بالمشاة ماذا يحدث ثم ان أولئك المشاة يدورون حول مستشفى وهم ينشدون الصحة ومثل ذلك تقريبا يتم في شارع الأمير عبدالله السريع حيث يقوم الناس بالمشي حول مشروع مبنى وزارة المعارف ومنهم نساء حوامل نصحهن أطباؤهن بالمشي فهل ذلك المكان المليء بالمخاطر والمضايقات مناسب وهل من بديل مناسب أيضا تخصصه أمانة مدينة الرياض ليكون مضمارا للمشي فقط في خطين متوازين أحدهما للرجال وآخر للنساء والأطفال محاطا بالأشجار والأزهار وما يتطلبه هذا المرفق ولن تعدم تدبير موقع لهذا المضمار حتى ولو اقتطع من شمال المطار القديم أو جنوب الجديد مثلا اننا نقول هذا الكلام في حق أمانة مدينة الرياض ونطالبها به والكلام أيضا موجه الى أمانات المدن الكبرى الأخرى حيث ان الحاجة لمثل هذا المرفق قائمة والصحة العامة ووسائلها مطلب للجميع وأعجب كيف يغيب هذا المرفق في تخطيط مدننا وأن يبقى ثانويا عند بعضها ونسيا منسيا عند بعضها الآخر في الوقت الذي تقع على مشارفها مساحات شاسعة من السواحل البحرية أو المساحات والفضاءات البرية.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved