أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 11th January,2001 العدد:10332الطبعةالاولـي الخميس 16 ,شوال 1421

مقـالات

تصنيف الموهوب في المراحل التعليمية
صالح بن سعد اللحيدان
لعل كثيرين فطنوا قبلي إلى علة اشتهار (تذكرة الحفاظ) للذهبي، و(الطبقات الكبرى) لابن سعد و(الثقات) لابن حبان و(تاريخ ابن عساكر) و(تهذيب الكمال) للمزي و(العلم المشهور) لابن دحية الكلبي و(طبقات الحفاظ) للسيوطي، و(سير أعلام النبلاء) للذهبي و(شذرات الذهب) لابن العماد و(معجم المؤلفين) لعمر كحالة و(يتيمة الدهر).
وما برحت هذه الأسفار تُعدُّ مصدراً عجباً لا لأنها أُلفت خاصة بالتراجم: تراجم الموهوبين عبر القرون من علماء وساسة وأدباء ولا على أساس أنها كُتبٌ نادرةٌ بعيدةٌ عن الإنشاء والسَّردِ والتهويل والمجاملة والاستجداء لكن لأنها جاءت على منسق واحد فريد كما تحتاجه (الإنسانية) في حياتها تحتاجه كذلك في علمها وايجاد الافراد الموهوبين الأسوياء الذين تلازم لديهم (العقل/ والقلب) وترابط فيهم (السلوك/ والوجدان) والغرائز فأصبحوا كبار المهمة كبار القدر من ذوي الميزان الثقيل في كفةٍ عاليةٍ لا تميل ولا تخون ولا تحيف.
وتحرص الأمم والشعوب منذ أقدم الأزمان على أن يكون افرادها أسوياء في القول والعمل مما يترتب عليه: النزاهة، والجد والأمانة والإخلاص في التأسيس والبناء ودوام العطاء بصدق ورغبة ونشاط.
وما برحت الدول يُنشَد من بين ثنايا أفرادها (الموهوب) خاصة في أساسيات العلم التي تنشدها ضرورة الحياة وقواطع الحاجة، وتسعى إليها للاستغناء عن غيرها مما قد يترتب عليه ضرر بالغ خاصة بين دولة ودولة لا تلتقيان في دين وخلق.
وإذا كانت الوقاية خيراً فقد هَبَّت كثيرٌ من الدول إلى شحذ الهمم والدفع الجاد المستمر للبحث عن الموهوب في أي مجال من مجالات الحياة التي ترتسم فيها نوابغ التجديد والإضافة في حين مُبكر من الحياة وغالب الظن أن هُناك نوع خلط دقيق جداً في عملية اختيار الموهوب ذلك أنه في أحيان مُتعددة ومُتفاوتة تتداخل الصفاتُ بين الذكاءِ الحاد والموهبة وبين سُرعِة البديهة والحيوية والموهبة وبين ارتفاع الدرجات الدراسية والموهبة.
وقد تدخل المجاملة هُنا لسبب ما مما يضر بحال من صُنِّفَ أنَّهُ: موهوبٌ وليس كذلك مما ينتج عنه تردي حال هذا الفرد، وقد يحصل له انتكاسة نفسية حين مواجهة الحياة التي يتولاها على أنه /موهوب/ وقد تسري المجاملة صُعُداً مما يولد تدهور حال الموهوب الحقيقي إذا لم يكن هو المتقدم حقيقة خاصة إذا علمنا أن الموهوب
1 يمتاز/ بالحساسية المفرطة.
2 وحب الانزواء.
3 وكتم الشعور.
4 والتوجس.
5 وسرعة تقبله لردة الفعل.
6 ومشاكسته للحياة.
7 وحبه للظهور بنسق بيِّن.
8 وتفرده ببعض الألفاظ.
9 وشدة حيائه.
10 وانسحابه إذا لم يقبل منه.
دع عنك صفاته أو بعض صفاته الحسية كالوجه والرأس والعين والجبهة، وطبيعة المشي والجلوس,, الخ.
وهذا ما يدعوني إلى ضرورة اكتشاف الموهوب والمحافظة عليه ولو كان صغير السن ما بين 5 إلى 12 من سنين.
من أجل ذلك لعلي هنا كواحد من المجربين والمكتشفين للموهبة في حينها المبكر لعلي أُبين شيئاً مُهماً وأدعو إليه وأُشدد الدعوة لما رأيته من المصلحة التامة في حياة الدولة وبنجاح أمرها في اكتشاف غوامض قد لا يصل إليها إلا الموهوب متى ما تم اكتشافه في حين مبكر جداً عبر طرق متعددة تتصف بشدة الحذر من عدم الخلط بين: الموهوب وبين من ذكرتهم آنفاً.
وهذا الذي أبينه هنا قد سبقني إليه في الحال والمقال من أشرتُ إلى كتبهم في صدر هذا الكلام لكن بيانهم له لم يرصد على اساس ما سوف أشير إليه وان كان يُحاكيه بصورة من الصور ذلك أن ما سوف أوضحه قد حصر منطقة: الموهوب بحيث يمكن معرفته في حدود عمره الزمني وهو مابين (7 سنين الى 12 سنة)، ومن النادر أن تتضح الموهبة بعد ذلك، ذلك أنها ما بين 13 سنة حتى 18 سنة تتداخل عليها صفات أخرى فيظن المكتشف أن حدة الذكاء مثلاً أو سرة البديهة أو علو الدرجات هي الموهبة وفرق كبير وكبير بين هذه الصفات وبينها من أوجه ليس هنا محل بيانها وقد يستطيع الأب أو الأم إذا كانا حاذقين أن يتوليا (ولدهما) بنفس طريقة الاكتشاف والرعاية والمحافظة فيبرز الولد: موهوباً ولو بعد حين.
لكن المدرسة هي المحطة الأولى المنظمة التي تستطيع نظر هذا دون ريب، وهي التي أريدها هنا دون سواها وان شاركها معها غيرها فإنما ذلك روافد تحتاجه في حين وحيد وليس في كل حين.
إنني أهيب بمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين أن يكون ما قامت وتقوم به مستمراً على طراز ما هو عليه إذ ليس بعدها نشدان ولا من يعول عليه بعد الله تعالى غيرها بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني, خاصة وقد خطا التعليم والعلم ناهيك بالطب والهندسة والصناعة والزراعة خطت هذه كلها خطوات حيوية سبقت غيرها بصورة لافتة للنظر.
إنني هنا مركز على نقطة ذات اهمية بالغة تخص عملية الانتقاء بعد الاكتشاف بعد نظر ونظر ونظر.
وهذه النقطة محورها ما بين السنة الرابعة الابتدائية حتى السنة السادسة منها وذلك بجعل المراحل الثلاث هي موضع النظر الفاحص الدقيق فإن الرابعة والخامسة والسادسة الإبتدائية يتبين فيها منها صفات على الموهوب أذكر بعضها:
1 طول الصمت.
2 حساسية مفرطة.
3 حدة الطبع.
4 حدة الفهم.
5 تغير الهيئة عند الغضب.
6 الصبر العجيب.
7 إضافات جديدة من عنده خاصة في:
اللغة العربية.
الإملاء.
التجويد.
العلوم.
الرياضيات.
الرياضة الفنية.
ال: E.
ولكن يجب أن نُلاحظ النقطة السابقة ففيها (غموض) ويُدركُ هَذَا من جرب الاكتشاف علماً أنه قد لا يوجد أحياناً اي موهوب في: مدرسة واحدة، وهذا ما يدعو إلى الخلط كثيراً بين القدرات/ والموهبة/
وماجاء في النقطة (3) ذو أهمية مهمة (فحدة الفهم) ليست هي: الذكاء ولا سرعة البديهة بل هو أمر زائد عنهما بنسبة عالية وضابطه هو: عجز الذكي أن يصل إلى هذه الفارقة.
1 والانزواء.
2 ورهافة الحس.
3 وبطء المشي.
4 وبطء الالتفات.
5 والصبر النفسي.
6 والسرحان أحياناً.
7 واستواء الخلقة.
8 وجمال الخلق.
9 وعدم المبالاة أحياناً.
هذه صور صادقة في الموهوب وقد تتوفر في الذكي ولكن ضابط هذا:
1 بطء المشي.
2 وبطء الالتفات.
فالذكي فيه عجلة في السير,, والالتفات,, وسرعة الحكم وهو ما بين 7 سنوات حتى 12 سنة بخلاف الموهوب الذي تصل فيه النجابة إلى 99% فإنه ليس كذلك لكن قد يحصل من: (الموهوب) سرعة في المشي (السير) العادي وكذا: الالتفات لكن لايكون هذا منه إلا عند الاقتضاء لهما كخوف مثلاً.
من أجل ذلك أرى أن تُنظر حالات الطلاب على ما أشرت إليه فتُدرس صفاتهم وحالاتهم وامورهم دون علم منهم (أبداً) بل يتركون على السجية هكذا وحينئذ بعد المرحلة الابتدائية يُصنفون تصنيفاً علمياً دقيقاً مسؤولاً فلا يُزج بهم جميعاً في المرحلة المتوسطة ثم الثانوية هكذا بل من حين تخرجهم من الابتدائي يكون التصنيف على هذا النحو:
الموهوب في الطب له/ مجاله.
الموهوب في الهندسة له/ مجاله.
الموهوب في الصناعة له/ مجاله.
الموهوب في اللغة العربية له/ مجاله.
الموهوب في العلم الشرعي له/ مجاله.
الموهوب في السياسة له/ مجاله.
الموهوب في الادارة له/ مجاله.
الموهوب في الشرطة له/ مجاله.
الموهوب في الدفاع له/ مجاله.
إلخ,,, حسب الاكتشافات المبكرة لهؤلاء الندرة.
وليس من المجهول حشر عشرين مادة أو خمس عشرة مادة والطالب مُصنف أنه موهوب في (الطب) مثلاً.
ولعل هذه واحدة من أمور تُسبب الرسوب في مادة أو أكثر عند طالب موهوب لايرغب أصلاً في مادتين أو ثلاث.
والموهوب,, وكافة الأذكياء يميلون كل الميل إلى ما يقودهم إلى اكتمال التوحيد ونضج العقل من خلال تغذية الفطرة بما هو ركن ركين في الحياة وبعد الممات ولهذا ارى ان تكون: مادة التوحيد/ والفقه واللغة من أساسيات مايلازم الموهوب حتى بعد نيله درجة/د/.
إن ما أقدمه هُنا جُهد عالجته كثيراً في نفسي ثم رأيتُ الكتابة عنه مساهمة في رأي لعله يساهم في معالجة حالات الطالب ولو لم يكن موهوباً في حين أصبح العلم فيه (مدينة) يسمع فيها القاصي والداني فإذا لم يكن الانسان ذا دراية ووعي بنفسه وقدراته وحده ومعرفته فإنه قد تفترسه ذئاب أُهَّلَت لمثل السوء والشر كالفتن والمخدرات وغسيل المخ,, الخ.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved