أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 11th January,2001 العدد:10332الطبعةالاولـي الخميس 16 ,شوال 1421

فنون تشكيلية

حينما يكون الفنان راصداً لأحداث عصره
* الرياض -علي المشوح:
مدخل ,.
لا أعتقد ان أياً منا سينسى ما لمآسي صورة الرعب والفزع التي ارتسمت على محيا محمد الدرة قبل ان يفارق الحياة, ولا أظن أنني ما حييت سأنسى الأجساد الممزقة والعيون الجاحظة والأذرع والاضلاع المهشمة بفعل الرصاص المفتجر عندما رأيتها ممددة في مستشفيات المملكة.
عبدالله بن عبدالعزيز
غاب عن اليهود المتحينين لمقدساتنا الاسلامية ان الشعوب تقدس اشياء أخرى غير مجرد الحياة وتبذل الدماء في سبيل كرامتها وما صمود ابطال الحق في وجه القوات الباغية ومقاومتهم الا نموذجا لذلك,, وتأتي توجيهات سمو نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون العسكرية نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة بأن يكون المسجد الاقصى هو محور الفعاليات التشكيلية للمهرجان في دورته السادسة عشرة للواقع الديني الذي يمثله القدس للعرب والمسلمين كأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومعراجه لقوله عز وجل: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) وللموقف المشرف والمتواصل لقيادتنا السعودية الحكيمة ومؤازرة شعبنا الكريم منذ عهد الملك عبدالعزيز يرحمه الله وسار عليه أبناؤه الكرام من بعده هذا وغيره الكثير الذي نستلهمه ونترسم به خطى حكومتنا الرشيدة بقيادة وتوجيه مولاي خادم الحرمين الشريفين أيده الله وسيدي سمو ولي العهد الامين يحفظه الله.
ويأتي توجيه سمو الامير متعب بن عبدالله ليؤكد ان الفن لا يهدف الى المتعة الجمالية المنصبة على الشكل فحسب بل لما تمثله الفنون وما تتضمنه من حقائق وهذا المعنى الذي ندعيه الفن، انه كالتاريخ والفلسفة وغيرها تتضمن حقائق لغتها بصرية ولإيمان سموه بقدرة الفن على التعبير والتغيير وأهميته الحاسمة في حياة الشعوب ومعاناتها وان الفنان قادر على رصد الحقيقة وما قدمه لنا رواد الفن من أعمال خالدة لتجسيد للابداع كما في جدارية الفنان العظيم بيكاسو جورنيكا 1937م ولوحة المرأة الباكية وكذلك رائعة الفنان فرانشيسكوجويا الثالث من مايو 1808م.
ويأتي هذا التوجيه ليؤكد رسالة الفنان الذي يفترض انه لم يغب عن هذا كله,, فهذه الوحشية وهؤلاء الجنود الذين يعمدون إلى القتل والتعذيب وسفك الدماء واقتلاع الأشجار وأعمال وحشية تفيض بالمرارة لتسجل قسوة المحتل وجبنه,, ها هم الاهالي ينقلون جثث شهدائهم إلى القبور وها هم الابرياء العزل يقتلون وينكل بهم وها هم الاطفال ينتزعون من أمهاتهم وكل هذه الفظائع يشهدها الفنان الصادق ويرصدها مفعمة بالاسى والاشمئزاز.
إن الفنان لا يرصد التاريخ فحسب بل أعمق من ذلك وأبعد مدى,, انه يصور صمود الشعب الاعزل ضد مستعمريه ومحتلي دياره المقدسة المستبدين ويوثق الافعال المشينة للصهاينة الجاثمين على الاراضي المقدسة واستبسال العزل والاطفال ضد القوات الباغية برغم عدم التكافؤ في القوات المحتلة المسلحة وابناء الشعب العزَّل إلا من سلاح الايمان, وهاهم الجنود المحتلون مدججون بأسلحتهم المتطورة يقابلهم عزَّل إلا من ايمان بقداسة ديارهم وواجبهم تجاهها.
ان المتوقع من المعرض المقام ان نسمع من أعماله المشاركة هتافات الابناء وزغردة الامهات وهن يودعن ابناءهن الشهداء إلى المدافن في حين نلمس منها عدم ثبات المحتل وارتباكه ويأسه وتخبطه وفراره من وجه الاطفال المنتقمين لديارهم المقدسة ولأعراض أمهاتهم واخواتهم.
ان المأمول من التشكيليين ان يرصدوا للجمهور المعارك غير المتكافئة بين بغاة جهزوا أفضل تجهيز وأطفال ونساء عزّل لا يملكون إلا ايمانهم بالله وبقداسة المسجد الاقصى.
ان الفنان قد عاش عبر الإعلام مأساة هذه المشاهد وظلت جثث الشهداء وصرخات أمهاتهم تدوي وتؤرق الضميروتملأ تقززاً وغضبا من ذلك المخلوق المدجج بالسلاح.
إن المؤمل الا تغيب عن الاعمال المشاركة صور القاتل الفردي والجماعي الذي يمارسه ويرتكبه الصهاينة المحتلون وهم يصوبون بنادقهم نحو الضحايا العزل الذين يواجهون سفاحيهم فالبعض قد خر صريعا غارقا في دمه والبعض الآخر يواجهون استشهادهم ببساطة وفرح,, وألا تغيب صور الطفل الشجاع الذي يواجه القتلة رافعا ذراعيه الى اعلى في تحد واحتقار وكأنه يقول: أنتم مدججون بالسلاح ونحن عُزّل,, لكنكم جبناء تقلصت اصابعكم على زناد بنادقكم,, أما نحن فبحجارتنا لا نخشى اسلحتكم وارهابكم واننا نتلقى رصاصكم الجائر في صدورنا الجريئة باحتقار أيها المستعمرون الغزاة.
خاتمة:
إن الفن لم يخلق لتزيين الحجرات بيكاسو.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved