| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
على الرغم من القدرة لدى الكثير من النساء في التبرير لقضية تأخر الزواج او رفضه بحجة أو بغير حجة وتحويل درجة صحة الرأي الى زاوية تسعين باتجاه الايجابية فإن واقع الحال يفرض المناقشة والتأني في اطروحات المسألة دون تحجيم يخفي معالمها الأساس او إثارة تبرز سلبية المناقشة دون عائد ويخطئ الرجل عندما يعتقد ان القضية قد انتهت بمجرد زواجه هو، ومفاد الرأي ان النساء إذا سلمن بإمكانية الحياة المستقرة الآمنة دون زواج فهن يخالفن الفطرة وعرف المجتمع ويضعن انفسهن في مساحة ضيقة وحيز كبير جدا من الاحراج بسبب العزوف او حتى التأخير خصوصاً في مجتمع تبرز اعرافه وتقاليده على الساحة بشكل كبير، كما ان مطالبة النساء بالوضوح في معرفة أسباب العزوف والتأخير في الزواج حق للرجال عندما يرون الزواج من امرأة بعينها ولن يكون من أسباب الرفض او التأخير ان الرجال هم الذين يطلبون النساء للزواج وليس العكس، فالتاريخ يصادق على صحة طلب المرأة للزواج من الرجل كما لن يكون من اسباب العزوف والرفض قلة الرجال، فالشرع يصادق على حل التعدد وفي الرجال من يعزز بمثنى وثلاث ورباع ولكن هل في الرجال شيء ما يسبب عزوف المرأة كيف وهي لم تتزوج بعد إن الكثير ممن يتوشحن العنوسة والعزوف يظللن الوحشة على حياتهن ليس لأنهن لم يتزوجن فقط بل لأنهن فرطن بالكثير من متطلبات الحياة المستقرة في بحر مجتمعي متلاطم الموج ولم يبق لهن إلا القليل إذا اخذ الوقت كعامل رئيس في قضية الزواج وإذا كان من أسباب التأخر عدم توفر الشروط في وقت ما فإن التنازل الآن عن بعضها قد يسرع بحل الإشكال خصوصاً عند الحديث عن الشروط التعجيزية احياناً فالمرأة لا تظل مع الوقت كما كانت في سابقه ولا الرجل كذلك وكم مرة تعهد الوقت بإحداث التغيير في الأنفس والأمزجة والتفكير ونجح فيه, كما لا يمكن ان يعد فشل البعض من النساء في زواجهن مبرراً للرفض او الخوف من تكرار الفشل من قبل نساء أخريات فالحياة فيها من الانسياب والتنافر الشيء الكثير ولكنها تتفق في غالب الأحيان، فالرجال في سلوكياتهم وأنماط معايشهم يختلفون ما اختلفت أحاسيسهم ومشاعرهم تجاه من يحيطون بهم وهم يستلهمون نجاحهم في حياتهم من نجاح وتلاؤم من حولهم معهم ففيهم الرجل العاقل والرجل الشرس والضعيف والظالم والمعقد والمعطاء وغيره كثير والنساء بالمثل، فالمتزوجات إما امرأة تتأرجح مع خطى الطريق الذي يخطوه زوجها تتكئ عليه احياناً ويطلب العون منها حيناً آخر او صابرة على ظلم وتخشى طلاقاً وفرقة ابناء او مستكينة ولكنها ليست مطمئنة على الدوام او ظالمة تعتمد في مشوار حياتها على صبر زوجها عليها او شرسة متحفزة لقتال وعناد وهي التي يخشى عليها من طلقات ثلاث تخفي معالم الزوجية من اجندة حياتها او هادئة مسالمة تتنازل كثيراً لتحافظ على بيتها وزوجها وابنائها وهي الأذكى دائماً والأنجح وهن على اختلاف انماط المعيشة والأحوال نساء متزوجات مستعففات, ونوع آخر عازبات في انتظار التوفيق واللحاق بركب العفيفات الصالحات يرجون الخير والصلاح يمتطين الخلق الحسن والسمعة، مهورهن مخافة الله في طالبهن ويأملن الكثير في حياة أكثر استقراراً وهدوءاً, اما المتمنعات فالمصير مجهول الى حد كبير والشموع لا تستمر بالعطاء والعمر يمضي ولا يجيد الدوران الى الخلف وباحة المنزل تضيق مع ضيق الأنفاس المتعبة من صخب الحياة كيف لا تفكر المرأة بأن تتخلص من التمركز حول المحور الخطأ الذي لا يجمله المال او الاعتداد بالنفس، ومع الوقت سوف تكتشف ان شيئاً في حياتها كان من الضروري ان تعطيه من وقتها الكثير من التفكير والتأني وحينها سيكون الندم أقرب من أي شيء آخر حتى ولو زاد شموخ كبريائها علواً فهي على الطريق وحدها ولن يكون بالإمكان افضل مما هو كائن, كما ان مما يدعو الى النظر في الرفض والعزوف ان شخصية المرأة تمتد مع ذريتها وكم من النساء رأت في ابنائها أكثر مما كانت تتمناه في يوم من الأيام في نفسها.
محمد بن سعود الزويد
الرياض
|
|
|
|
|