ياراحلاً فَقَدُوكَ آل المرشدي
يبكيك محرابي وروضةُ مسجديِ
كم سجدة لك في ثراهُ معفراً
ذاك الجبين دجىً وحين تهجُّدِ
أبصرتُ فيك مداوماً لصلاتهِ
تمشي على قدميك نحو المسجدِ
أبصرتُ في عيني غُلامِكَ حافظاً
في حلقةِ القرآنِ دون تردُّدِ
وإذا غدوتَ إلى الصلاة مصاحباً
ومحادثاً بتلطُّفٍ وتودُّدِ
فعسى صلاتك أن تكون مؤنِّساً
ومواسياً لك في مضيقٍ مُلحَدِ
وعساك أن تلقى إلهَكَ راضياً
عما فعلتَ ولا تُساءَ بمرقدِ
تبكي لفقد الصالحين ديارهم
ويهولُها موتُ النَّقي الأرشدِ
رُحماكَ ياربَّ العبادِ فإننا
في غفلة الدنيا نروح ونغتدي
حتى إذا جل المصاب ببعضِنا
وتقاربت منا المَنُونُ بمرصَدِ
رحنا إلى دار الفناءِ نذمها
ونكيلُها شتماً ونضربُ باليدِ
من جهلنا صرنا نعيبُ زماننَا
والعيبُ فينا لو نُفيقُ ونهتدي