| عزيزتـي الجزيرة
الروتين اللفظي: هناك كثير من الأطفال الكبار في سن التحدث يتبعون روتيناً لفظياً محدداً، كان لأحمد طريقة نمطية في طرح اسئلة معينة بشكل يومي وطريقة واحدة للإجابات، وكانت والدته مضطرة للتجاوب معه، كانت تقوم بسؤاله اسئلة مهنية وكان يجاوبها بطريقة محددة يومياً، وإذا حدث تغيير بسيط جدا في طريقة طرحها للأسئلة سيحدث نوبة غضب حادة وطويلة، وكان ايضا عنيفاً في فرضه للقيود على طريقة تحدث الآخرين.
ورغم انه لا يلح ان يشاركه الغريب في حديثه إلا انه يهيج إذا كان حديث الآخرين غير مطابق للنحو إذا أخطأ اي شخص مثلاً في استخدامه لضمير او ترتيب نحوي او ترتيب خاطئ سيظل يصيح ويصرخ حتى يتم تصحيح الخطأ وكان ذلك يزعج والديه ويجدان صعوبة في اصطحابه أمام الناس,لهذه الحالة تم وضع طريقة مكونة من جزءين للتدخل اولاً تواصل الأم طريقة الاسئلة والإجابات فقط في حالة قبوله للأخطاء النحوية للآخرين دون صراخ وانفعال تدريجياً ستقوم الأم بالتعمد باستخدام لغة غير صحيحة تماماً وسيتحمل أحمد ذلك مادام ان حديثه الروتيني مستمراً,, وعندما يصبح أكثر تقبلاً لأخطاء الآخرين ستبدأ الأم بإدخال اختلافات بسيطة في طريقة الإلقاء اليومي للاسئلة والاجوبة, وعند تقبل احمد لهذه الاختلافات ستقوم الأم بتقليل تكرار جلسات إلقاء الأسئلة والاجابات وفي البدء كانت الجلسات تتراوح بين 10 15 جلسة يومياً وتكون هذه الجلسات في فترات غير منظمة عندما يبدأ احمد بفتح هذه السجلات تصر الأم ان تكون هذه الجلسات في أوقات محددة من اليوم,, في البدء كانت هناك جلسة قبل وبعد الفطور ثم قبل وبعد الغداء ثم قبل وبعد العشاء وواحدة عند النوم,.
وتدريجياً حذفت جلسات قبل الوجبات ولن تقدم الوجبات ما لم يقبل احمد ذلك وتم تقليل جلسات بعد الوجبات حتى اقتصرت على جلسة النوم فقط,, وكان احمد سعيداً تماما ما دام ان هناك فرصة واحدة لممارسة روتين الأسئلة والاجابات وكذلك كان والداه سعيدين بالمشاركة في هذه الفترة القصيرة من اليوم.
وتعامل بعض الناس مع الروتين اللفظي بطرق مختلفة فبعضهم يسمح للطفل أن يطرح اسئلته الاستحواذية في أوقات معينة من اليوم ثم تقل تدريجياً وآخرون يتعاملون مع ذلك بتقليل عدد الأسئلة في كل مرة ويتفق البعض بالاجابة على خمسة اسئلة في المرة ولا يزيد على ذلك حتى ينقضي الوقت المحدد ثم يتناقص عدد الأسئلة تدريجياً مثال: كان مشعل يقوم باستمرار بطرح اسئلة حول مواضيع معينة باستمرار تتعلق بالاتجاهات وطرق السيارات، ورغم ان والديه حاولا تجاهل اسئلته إلا أن ذلك نتج عنه مستويات غير مقبولة من الضيق والقلق وبعدها استسلما وبدآ في التجاوب معه بالشكل الذي يرضيه وتم تحديد عدد الاسئلة المسموحة في المرة الواحدة ووضح له ان الاسئلة لن يجاوب عليها مرة أخرى لفترة معينة من الزمن وفي خلال هذه الفترة يمتنع الوالدان تماماً عن الإجابة على الاسئلة الاستحواذية وبدلا عن ذلك يشجع على الحديث عن مواضيع أخرى وتدريجياً تمتد فترة عدم الاجابة على الاسئلة الممنوعة وتقتصر الى جلسة او اثنتين في اليوم وبهذه الطريقة يقل سخط الوالدين من الالتزام بالإجابة على الاسئلة المتكررة ويقل قلق مشعل عن دعم الإجابة على اسئلته.
مقاومة التغيير: يمكن التعامل مع مقاومة التغيير في محطيهم باستخدام الطريقة التدريجية يصاب معظم الأطفال بسخط شديد عند حدوث تغيير بسيط في محيطهم مثل ان يترك الباب في وضع مختلف اختلافاً بسيطاً جداً او تزاح الطاولة عن مكانها المعتاد او أي تغيير بسيط في أي أثاث في البيت.
مثال مطابق لذلك هو تضايق مشعل عندما قام والداه بإخراج خزانة كبيرة من المطبخ أثناء فترة غيابه بالمدرسة وعند عودته بدأ يصيح ويصرخ لمدة يومين وفي الليلة الثالثة بدا هادئاً وارتاح الوالدان ولكن عندما استيقظوا في اليوم التالي وجدوا ان الدهان الجديد بجدار المطبخ قد شوه تماماً برسم كبير شبيه الخزانة الأصلية!!
في مثل هذه الحالات من المقاومة فإن إدراك التغيير لمكان الأشياء هو المرحلة الأولى في تعديل السلوك, عندما يتحمل الطفل التغيير البسيط عندها يمكن تشجيعه تدريجياً بقبول تغيرات أكبر وأوضح وبقدر الامكان يفضل ان تكون التغيرات متوقعة او متنبأ بها لدى الطفل ولدى الأطفال الأكبر سناً, وعند تقبلهم التغييرات البسيطة يمكن في الغالب ان يوضح لهم التغييرات المتوقع حدوثها في المستقبل إذا كان التغيير في السلوك الروتيني متوقعاً فإنه سيكون أكثر استعداداً لتحمل التغيرات التي تحدث، وبالطبع فإن كثيراً من الأطفال يبدأ بالاستمتاع بالاختلاف في حياتهم اليومية,سلوك التجميع الاستحواذي: نجد عدداً من الأطفال يقومون بتخزين عدد وافر من الأشياء بدلاً عن الانغماس في نشاطات طقوسية بوضع الأشياء في صفوف لا نهاية لها مثل: مشعل بالاضافة للكمية الهائلة من العملات أيضاً بجمع لعب السيارات بشكل علب الكبريت.
قام بدر لأكثر من سنة بتجميع جميع الدمى على شكل دب التي استطاع الحصول عليها وبعضها قام والداه بشرائها واستلف بعضها من الاطفال وعند التدخل وصل العدد الى 18 دباً ووضعهم في كرسي والده بغرفة المعيشة وكان بدر يدرك تماماً اذا أخذ أي دب من دببته او تم تحريكه من مكانه في الكرسي في البدء قام والداه بأخذ دب صغير جداً ووضعه داخل دببة أخرى ولم يسمح لبدر بوضعه في الكرسي وذلك بربطه في كرسي آخر بخيط صغير وفي خلال الاسبوع التالي أخذ الدب تدريجياً لغرفة بدر وفي هذه الفترة تم أخذ دب آخر من الكرسي وتم تشجيع بدر على اللعب بهذه الدببة في أوقات أخرى من اليوم وبذل والداه مجهوداً كبيراً لجعل بدر يمارس نشاطات تمثيلية مثل غسل او إطعام الدببة.
وتدريجياً ولمدة أكثر من خمسة اسابيع تم سحب جميع الدببة من الكرسي ولأول مرة استطاع والده الجلوس على الكرسي بعد أكثر من سنة، ومازال بدر يشجع على التعامل مع لعبته إلا انه لا يسمح بتجميعها، وبعد سنة مازال متعلقاً بدببه وكان يعمل مكان كل دب منهم لكنه لا يقوم بتجميعها ولا يصر على بقائها في مكان معين في البيت.
ياسر محمود الفهد
والد طفل توحدي
|
|
|
|
|