| عزيزتـي الجزيرة
الكاتب الأخ الكريم عبدالعزيز بن محمد الفنيسان وكما هي عادته اتحفنا بمقالة رصد فيها مخالفات وقعت أمام ناظريه خلال نصف ساعة كان ذلك في العدد الصادر يوم 30/8/1421ه ذكر فيه الأخ الفنيسان 21 مخالفة وقعت أمامه من بينها تفحيط وسرعة وقطع إشارة,, وبالرغم من كون ذلك المقال يعتبر إسهاما في الحملة المرورية التي عشنا ايامها خلال ثلاثة أشهر,, إلا ان كل رأي قد لا يتوافق مع الغير فقد قرأت كما قرأ غيري في عدد الجزيرة ذي الرقم 10327 الصادر يوم السبت 11/10/1421ه مقالة وسمت بالفنيسان مدعو ليكون واقعياً: أرقامك الخيالية تضلل الاستنتاج المنطقي! وقف كاتبها وقفات اربع,, واسمحوا لي ان أقف حول وقفاته ببعض الوقفات:
الوقفة الأولى:
شكك الكاتب بنزاهة الأخ الفنيسان وذلك بقوله: قد نتصور ان تحدث اربع مخالفات تفحيط، لكن ان تقع خمس مخالفات قطع اشارة في نصف ساعة فهذا غير متصور فأقول: الميه تكذب الغطاس فالأخ الفنيسان كتب ما شاهده والثقة موجودة,, ونحن نسير في الشوارع نشاهد من يتخطى الإشارة وخصوصاً في بعض الأوقات التي لا تزدحم فيها السيارات كالصباح الباكر و كالساعات المتأخرة من العتمة وأقول للاخ الكاتب هل خرجت الى الشوارع لترصد لنا ما يقع امامك من خلافات فلم تشاهد ما شاهده الاخ الفنيسان؟ اما ان كان لا فالحقائق لا تؤخذ بالهوى والرغبة,, وأما إن كان نعم فلم تذكر لنا ما توصلت إليه,, وفي كلا الحالين فكلامك مردود أمام الحقائق فقد قمت مساء ذلك اليوم الذي خرج به المقال وبالتحديد من الساعة السابعة والنصف وحتى الثامنة بجولة لأرصد وفي نصف ساعة 35 مخالفة هي كالتالي:
1/ قطع الإشارة 2.
2/ وقوف مزدوج 2.
3/ سرعة 13 واحدة منها متهورة جداً.
4/ الوقوف على خط المشاة 1.
5/ تظليل الزجاج الأمامي 3.
احتراق الأنوار: أ الأمامية 12 ب الخلفية 2.
أما حزام الأمان وعدم التقيد بإعطاء الإشارة للانعطاف يميناً او شمالا فلم اتطرق لرصد المخالفات فيهما لأنني لن اتمكن من الرصد الدقيق لهما فالعدد يفوق التصور، والجدير بالذكر اني لم أر دورية أمنية واحدة في تلك الفترة.
الوقفة الثانية:
ذكر الكاتب في وقفته الثالثة ما نصه: يفترض ان يكون الكاتب واقعيا و يبني كلامه على صدق الحدث لا على التوقع والافتراض، فهل تحديد عمر الطفل الذي كان يقود السيارة باثنتي عشرة سنة مبني على دليل مادي أم انه افتراضي؟,, ان التشكيك وعدم الثقة مقدمة في العبارة السابقة,, والتي كان من الافضل ان يكون السؤال فيها هو المراد لا أن تفند الحقيقة ثم يسأل بعد ذلك عن صحتها,, فالكاتب في مقدمة العبارة حكم على الفنيسان بعدم الواقعية,, ومن ثم ختم العبارة بالسؤال عن الحقيقة في ذلك,, فهو في هذا الموقف ينطبق عليه ما ذكر في أولها حيث ان الكاتب يفترض ان يكون واقعياً ويبني كلامه على صدق الحدث لا على التوقع والافتراض,, والأمر المهم في هذه الوقفة هو ان تحديد العمر ليس بذي بال بقدر معرفة المرء ان قائد هذه السيارة طفل صغير ام بالغ.
الوقفة الثالثة:
طالب الكاتب الاخ الفنيسان ان يكون واقعياً فأي واقعية بعد ان يذكر المرء ويرصد ما شاهده من مخالفات أمامه في ظرف نصف ساعة؟ ام ان الواقعية ان يذكر المرء ما ينبغي ان نكون عليه من مثالية حتى ولو جانب الحقيقة في ذلك,,؟ والى متى سنظل نمني انفسنا بالمثالية دون ادنى تقدم علمي لها؟, ثم انه ليس عيبا ان نذكر الاخطاء مع عدم ذكر المميزات والمواقف الحسنة لكي نقف على حجم المشكلة,, فهل في هذا مبالغة او تشاؤم او نظرة سوداوية لحال الشباب او حال المجتمع,؟ يا سبحان الله!! فهل الشمس تحجب بغربال؟! وهل الحقيقة تضلل الاستنتاج المنطقي,,؟! بل لا استنتاج مع الحقيقة,, ونشر الأخطاء ومعرفتها بداية الطريق الصحيح وما كثرة الحوادث إلا دليل واضح على ذلك والنسب الخيالية دليل على ذلك,, فأي واقعية نريد عندما نسكت عن الأخطاء بل نجعل انفسنا كأننا لا نراها,,؟ وهل الإحصائيات الرسمية بالمملكة للحوادث المرورية البالغة 1551326 حادثا على امتداد 30 عاما تضلل الاستنتاج المنطقي,؟! وهل نسبة ما يزيد على 13% من الحوادث بسبب قطع الإشارة يضلل الاستنتاج المنطقي,,؟!
عبدالمحسن بن سليمان المنيع
الزلفي
|
|
|
|
|