| مقـالات
** هل يمكن للحوار مع الشباب الفالت من ربقة السياق العاداتي والديني والأمني أن يجعلهم يعودون أدراجهم إلى حيث مناخهم المقبول وجنونهم المقبول وتمردهم المقبول!!
** جعل الله الشاب الصالح الناشىء في طاعته من أولئك السبعة الذين يُظِلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه ولم يك ذلك إلا لصعوبة فورة الشباب ولمقاربة كبح جماح تمردهم ورغباتهم إلى ما يشبه الجهاد الحقيقي تماماً كساحات الوغى والعراك والتي لا تخلو من كرٍّ وفرٍّ وهزيمة وانتصار وفشل وفرار وثبات,, وفي تاريخ الأمم يظل الشباب هم المحك الحقيقي والمقياس الصادق لمجموعة أطر دينية واجتماعية وثقافية واقتصادية وبقدر اتزانهم أو جنونهم يكون ثمَّة اعتوارات تمس إحدى هذه الأطر الرئيسة التي تتشكل منها حياة الشباب الذين هم جزءٌ من المجتمع,.
** لن نتحدث عن حوادث الشغب الشبابية أو السلوكيات النافرة من سياج الدين والتقاليد,.
فلقد كانت شوارعنا ومنذ سنين تشهد ما هو مماثل إبّان انتصارات المنتخب في آسيا وكأس العالم.
**كان المجتمع يتقي المرور بالشوارع المعروفة بأنها ساحات وغى لأولئك الشباب وكثير من العوائل تحظر الخروج في أمسيات انتصار المنتخب أو الهلال أو النصر أو الاتحاد أو الأهلي أو الاتفاق والقادسية وهي أندية القوة في المناطق الرئيسة وسطاً وغرباً وشرقاً,, ولن ننسى أحداثاً مأساوية ومخزية - إن صح التعبير - بادر إليها الشباب في وسط الشوارع وعلى الشواطىء.
وقام المرور وقبله وزارة الداخلية بحملات توعية إيجابية مع تعاون الناس في حدِّهم من خروجهم وترك الشباب وحيدين ينفِّسون عن رغباتهم دون أن يجدوا أسراً وعوائل ونساءً يطالونهم بتصرفاتهم الطائشة,, فانطفأ كثير من حدِّة هياجهم.
ويخرج اليوم جيلٌ جديدٌ هدأت فيه حدَّة الكرة التي خفت فيها التنافس بعد اعتزال كثير من اللاعبين الجماهيريين كالنعيمة وماجد والمصيبيح ودابو,,, وقائمة طويلة,, ولم تعد المباريات هي مالكة عقول الشباب فقط، فقد زاحمها الكثير من الفضائيات وشاشات الإنترنت والاتصالات العالمية,,, و,,, و,,.
وإذا كانت ثورة الرياضة تشبه لحظات الغضب العارم لا تلبث ان تهدأ، إلا أن السلوكيات المكتسبة من المستجدات التقنية والمنفتحة جعلت الأشياء عند الشباب تتساوى، وأصبح الضرب على وتر القيم والذي تمثله المرأة لدى المجتمع؛ فهي شعر الوجه والمحارم وهي مساحة الشرف والغيرة الواسعة التي تتسع مساحتها بقدر اتساع مساحة الإيمان والغيرة الدينية عند الرجل.
وتوجيهات الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه وحض الآيات القرآنية على صون المرأة معلوم وواضح وكذلك ما سنّته سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم,,.
ويمتد تمرد الشباب ليطال هذه المساحة الهامة في المجتمع، فما السبب يا ترى,, هل هي الرغبات المكبوتة لكن ثمَّة آلاف السبل الشرعية وغير الشرعية التي بإمكان هؤلاء الشباب تنفيس رغباتهم عبرها دون المساس بقيمة المرأة والتطاول عليها ومحاولة إيذائها وإيذاء من يحميها,.
بإمكانهم مثلاً أن يضربوا بعضهم,, أو يحطم بعضهم سيارات بعض، وربما يستطيعون تحطيم ممتلكات عامة وممتلكات خاصة وربما يطال تمرُّدهم رجال الحسبة ورجال الشرطة,.
لكنهم في كل مرة يبدأون مع المرأة، فلماذا يا تُرى؟؟,.
هل ينظرون لها على أنها تزاحمهم في كل شيء، من أجلها يُمنعون من دخول الأسواق، ومن أجلها يُمنعون من مشاهدة عروض العيد لأنها ستخرج مع أطفالها وتشاهد هي أيضاً، أما هم كشباب فلهم أن يتفرجوا على نجوم الليل أو الطراطيع وهي تنطلق يميناً وشمالاًً,.
هل ينظرون للمرأة على أنها تسرق منهم فرص العمل وتزاحمهم في كل مكان,.
هل يعاني هؤلاء الشباب من إحباطات عاطفية مع فتيات لاهيات بعيدات عن رقابة الأهل فيحقدون مع كل امرأة فيولونها سبابهم وشتائمهم في كل فرصة تسنح لهم,.
إنني مثلكم آلم لما آل إليه بعض شبابنا، لكننا ونحن مؤيدون لما تفكر فيه وزارة الداخلية من إجراءات رادعة بحق المخالفين منهم، نودُّ أن نقف على مشكلاتهم وندرك أسبابها ونفتح في وجه تمرُّدهم حواراً طويلاً قد يكون هو الدواء الناجع، فالأولاد حين يكبرون يحتاجون إلينا كأصدقاء نسمعهم وننصت لهم تحت مظلة إذا كبر ابنك خاويه فهل خاوت كل الأسر أبناءها حقاً,,
عنوان الكاتبة: 26659 الرياض 11496
|
|
|
|
|