| مقـالات
يرقد الآن في مستشفى القوات المسلحة بالرياض بالدور السادس في الجناح الأول الأخ الصديق الزميل سليمان بن محمد العيسى الاعلامي السعودي المخضرم، اثر العارض الصحي الذي ألم به في نهاية شهر رمضان المبارك الماضي.
وقد اطمأنت نفسي ونفس الكثير من أصدقاء وزملاء وأحباء أبي محمد بعد أن تم السماح بالزيارة لشخصيتنا الاعلامية البارزة من قبل الفريق الطبي المشرف والمتابع لحالته الصحية بعد ان تحسنت صحته بفضل الله بشكل كبير وزال بحمد الله الخطر حسب ما ذكر الفريق الطبي,, فحمداً لله على سلامتك يا أبا محمد.
والحديث عن سليمان العيسى يتطلب مجلدات وكتباً ولكن هذا لا يعني ان أعبر عن معرفتي بهذه الشخصية الاعلامية المحبوبة حيث تعود علاقتي بالأخ سليمان قبل خمس عشرة سنة وبالتحديد في عام 1406ه حينما التحقت بالعمل في وزارة الاعلام بالتلفزيون السعودي كمستشار لوكيل الوزارة المساعد لشؤون التلفزيون آنذاك الأستاذ محمد حيدر مشيخ في وزارة معالي وزير الاعلام السابق الشيخ علي الشاعر.
وكان سليمان آنذاك يشغل وظيفة مدير ادارة التنفيذ التي تشرف بدورها على المذيعين في التلفزيون في القناة الأولى.
وحينما اتحدث عن أبي محمد واصفه بالأخ والصديق والزميل فانني أعني ما أقول,, فخلال الخمس عشرة سنة التي قضيتها في وزارة الاعلام التلفزيون لم نجد منه إلا كل خير وكل حب وتقدير,.
لقد كان لنا جميعا وبالأخص المذيعون منا الأب الروحي,, كان كالغيث,, كالمطر,, كالمياه العذبة التي تروي العطشان,, وتغذي الجوعان,, وترشد الحيران, لقد كان كالفراشة على الأزهار تنقل الرحيق من واحدة الى أخرى,, قد كان كالشمس تشرق في نفس كل واحد منا.
يأتيه المذيع ليشكو له حالته أو مشكلته أو حاجته فيستمع إليه مصغيا لكل كلمة يقولها,, فيدلي له بنصيحته ويقدم له مساعدته,, ان كانت مادية أو معنوية أو كلمة طيبة,, فيخرج زميله وهو في حالة ارتياح وتقدير لهذا الانسان الطيب الذي لم يبخل على أحد من قريب أو بعيد بشيء.
ونحن كاعلاميين ننظر إلى سليمان العيسى كرائد من رواد القفزة الاعلامية الناجحة,, فلقد كانت له صولات وجولات في جميع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والقروءة.
ويكفي التلفزيون السعودي فخرا بالبرامج الجماهيرية المباشرة التي أعدها وقدمها أبومحمد,, فمن منا لا يذكر برامجه التلفزيونية المميزة أثناء حرب الخليج,, ومن منا لا ينحني فخرا واعتزازاً لبرنامج مع الناس الذي يعتبر أفضل البرامج على الاطلاق خلال السنوات الطويلة نظرا لمصداقية حواراته وجرأة اطروحاته,, وقوة نقاشاته,, ومعالجاته للعديد من الجوانب السلبية في بعض دوائرنا ووزاراتنا الحكومية.
وقد أصبح برنامج مع الناس نواة البرامج الناجحة التي سار على دربها الكثير من البرامج التلفزيونية في قنواتنا العربية المختلفة,, وكان البرنامج ينتظره بفارغ الصبر جميع المشاهدين من مواطنين ومقيمين ومسؤولين حكوميين.
وأصدقكم القول,, انني شخصيا تعلمت الكثير,, الكثير من أساليب سليمان التلفزيونية وتثقفت من ينابيعه الثقافية,, ولا أعتقد ان واحدا من زملائه المذيعين أو الفنيين أو حتى الاداريين في وزارة الاعلام ينكرون أو يتنكرون للمجالات الواسعة التي وفرها لهم لبناء شخصيتهم أو كسبهم معرفة جديدة لتحقيق النجاح,, وقد أعطى الكثير ولم يبخل بشيء على أحد.
وأرغب أن أنهي حديثي عن زميلنا الفاضل سليمان العيسى بعبارتين الأولى قول أحد الزملاء حينما عرضوا عليه قراءة ميزانية الخير التي تعود على قراءتها كل عام سليمان,, قال هذا الزميل: أرجو من المشاهدين ان يغطوا أعينهم ويحشوا آذانهم حتى لا يشعروا بالفرق بيني وبين سليمان,, أما العبارة الثانية فهي للحبيب سليمان أقول: جميعنا في انتظارك يا أبا محمد,, فشخصيتك التلفزيونية وصوتك المميز بانتظار ان تخرج بالسلامة ان شاء الله عن قريب.
|
|
|
|
|