| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة
استأنف أكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة بمختلف مراحل التعليم العام والجامعي عودتهم إلى مدارسهم وجامعاتهم وذلك بعد إجازة رمضانية وعيدية طويلة تعتبر هي الأولى من نوعها خلال السنوات الأخيرة، وقد عادوا وعيونهم تترقب تلك الامتحانات الفصلية التي مافتئوا خلال الإجازة يفكرون فيها وهم غير قادرين أبداً على الاستعداد لها بسبب انشغال برنامجهم اليومي بالنوم في النهار والسهر في الليل والتنقل بين المقاهي والأسواق والاستراحات وأمام ما تعرضه الفضائيات من برامج وهم محتارين بين الاستمتاع بروحانية الشهر الكريم وفرحة العيد وما فيهما من مشاغل وعبادات وزيارات وسفر وقد ساهم هذا في نظري في توسيع الفجوة بين الطالب والدراسة وبالتالي نسيانه لما تعلمه سابقاً، والآن هاهم الطلاب يعودون إلى مقاعد الدراسة بعد ان دخل الكسل إلى حياتهم اليومية وهم بلاشك بحاجة ماسة إلى فترة تعويد أخرى يعودون من خلالها إلى حياتهم الطبيعية ويستأنفون من خلالها نشاطهم الذي فتر مع طول الإجازة، واعتقد ان هذا الأسبوع الذي يسبق الامتحانات كاف لهم للتكيف مع الوضع الجديد واستعادة ضبط ساعاتهم البيولوجية التي تعودت على نظام معين في الإجازة وبالتالي العودة إلى برنامجهم السابق في الإندماج مع أيام الدراسة ومافيها من جد ومثابرة، وهذا لا يمنع أبداً من وجود رهبة في نفوس البعض من الطلاب خوفاً من الامتحانات وذلك أنهم أول ما عادوا إلى الدراسة ونظرتهم موجهة إلى ما وراءها من اختبارات لا يفصلهم عنها سوى أيام قليلة لا تذكر ولا تكفي في اعتقادي لمن اعتادوا على نظام معين طويل مقابل وقت قصير جداً، بالإضافة إلى تلك الإجازة القصيرة التي تنتظرهم بعد الإرهاق الذهني والنفسي من الامتحانات والتي لا تتعدى الأربعة أيام بمعنى انه لن يكون لديهم أي وقت مستقطع للراحة وتجديد النشاط وخاصة بعد امتحانات مرهقة تستنفر الكثير من طاقات الأسرة وأبنائها وذلك بسبب تعديل تفاجأ به الجميع بعد ان اعتقدوا ان هذا التقويم الذي أصدرته الوزارة سيكون الطريق الذي يسيرون عليه حتى نهايته، ولذا فإن من الأجدر بوزارة المعارف مستقبلاً ألا تستعجل أبداً في إطلاق أي تقويم يتجاوز الثلاثة أعوام لأننا لا نعلم يقيناً ماذا ينتظرنا غداً وماذا سيستجد في العام الذي يليه حتى لا يأتي علينا يوم نضطر فيه إلى التعديل كما حدث في تعديل إجازة رمضان لهذا العام والعام الدراسي الذي يليه، وأتمنى ان تأخذ الوزارة دائماً في أي قرار أو نظام تنوي إصداره برأي من هم في داخل الميدان وخاصة من المعلمين الذين يمتلكون الخبرة الطويلة ويعرفون ما الذي يحتاجه ميدانهم التعليمي الذي يعايشونه كل يوم داخل المدارس طوال العام الدراسي حتى لا تكون قراراتها متسرعة وبعيدة عن الموضوعية لأنها تصدر من خلف المكاتب.
محمد بن راكد العنزي
مندوب جريدة الجزيرة محافظة طريف
|
|
|
|
|