| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
يسر الله حضور حفل إحدى دور التربية الاجتماعية للبنين المنتشرة بهذا البلد المعطاء الكريم والتي تأوي فئة الايتام وذوي الظروف الخاصة وغيرها وفي اثناء الحفل ارتجل احد الطلاب من ذوي الظروف الخاصة كلمة أدمعت عيون اكثر من (2000) شخص ممن حضروا الحفل وذلك لمخالجتها انياط القلوب أنقلها لكم بحذافيرها لتروي عمق ما تعيشه هذه الفئة:
(أهدي لكم الثناء العاطر وأشكركم على تشجيعنا بزيارتكم واهتمامكم بنا وأسأل الله ان تكون انطلاقة خير وواحة معرفة, ها أنا أقف أمامكم لأوجه لكم عدة رسائل كامنة في صدري, أولى هذه الرسائل لزملائي في المدرسة فأقول لهم: لقد حباكم الله بوالدين هما كالأقمار يضيئان لكم الدرب ويوسعان لكم الطريق ويرشدانكم الى الخير فبروا بهما كما أمركم الله بذلك ووالله إنها لجريمة ان تحملك أمك تسعة أشهر بين أحشائها ومن ثمّ تعقها فخف من الله قبل أن تخاف من أمك وارعَ حق والدك مثلما ترعى حق أمك وانس زلاتهما إن وجدت وتأكد أني بلا أب ولا أم ولا أخ ولا حتى عشيرة فهل تَوَدَّ أن تكون مثلي؟ أما أنا فوالله لا أتمنى لك هذا بل أتمنى لنفسي مثلما لك فهل وعيت الدرس؟ أتمنى ذلك.
أساتذتي الأعزاء: لقد أتيت المجتمع في ظروف غامضة لا دخل لي فيها ولم اختر اليتم رغم أنه ليس عيباً ولا جريمة، وكم من المرات التي تمنيت فيها أن أتعرف على أصدقائي أو أقول أمي أمي وارتمي في أحضانها، كم أتمنى ان أفعلها ولو مرة واحدة,, عندما نجحت من الصف الأول متوسط الى الصف الثاني متوسط كنت أرى زملائي وآباءهم يستقبلونهم بالأحضان والقبلات الحارة أما أنا فأنظر إليهم متمنياً قبلة أو كلمة أو تهنئة او حتى ابتسامة راضية، فيا أساتذتي الأعزاء أنتم الأب الثاني لجميع الطلاب ولكن لي أنا وأمثالي من الأيتام أنتم الأب الأول لتعذر وجود الأب الأصلي، فكونوا خير معين لي وإذا رفعتم العصا في وجهي فلا حيلة لي إلا ان اقول: انقذني يا رب انقذني ولست مانعكم من تأديبي وإني مُذكّركم أني عظام ولحم ومشاعر مكسورة وأشجان مكبوتة، فاضربني ولكن كضربك لابنك فحسسني بأبوتك لي حتى ولو حين ضربك لي وتأكد أني إذا كبرت إما سأدعو الله لك وإما سأدعو عليك, أما حديثي الآن فسينتقل الى أهل الحي قائلاً: بينكم خرجت لاصبح يتيماً بعد صيحتي الأولى من غير حول مني ولا قوة ومع ذلك فانا اليتيم ولا جزع، أنا اليتيم ولا خجل، أنا اليتيم بكل فخر، كل شعرة في رأسي تكمن تحتها حسنة إن أردتها اقبل وستجد أني طوعاً لديني ولخدمة مجتمعي من ينبوع عقيدتي السمحة سأخدم وطني بكلتا يدي حتى وإن عددتموني جسماً غريباً لا تنطبق عليه شروط مصاهرتكم وسأقف أمام الرحمن لأشكو إليه قائلا: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم), والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته).
ابنكم حسام عبدالله
هذه خواطر ذالكم الشاب الذي ينتظره مستقبل مشرق وأمل وضاء فهل هناك ماسح دمعة يتيم؟!
خالد بن عبدالله المرشود
مكتب الدمام
|
|
|
|
|