| عزيزتـي الجزيرة
كلنا يعرف ان انتفاضة الحجارة التي قامت واشتد اوارها في الثمانينيات كانت لطمة موجعة للكيان الصهيوني ولذا رأينا هذا الكيان ومن يؤازره يكيدون لهذه الانتفاضة حتى استطاعوا في مفاوضات سرية ان يتوصلوا مع المسؤولين الفلسطينيين إلى اتفاقية أوسلو التي لم ينفذ العدو الاسرائيلي بنودها وظل معظم ما اتفق عليه حبراً على ورق، ثم جاءت اتفاقية مدريد باعلانها المشهور الأرض مقابل السلام وايضا بقي هذا الاعلان في الظلام ولم يخرج إلى النور وبهذه الاتفاقية استطاع الكيان الصهيوني ان ينهي انتفاضة الحجارة بعد ان ظن الفلسطينيون انهم سيصلون إلى اهدافهم عن طريق المفاوضات مع اسرائيل.
والآن جاءت انتفاضة الاقصى المباركة بعد ان يئس الشعب الفلسطيني في مفاوضاته مع إسرائيل التي لم تحقق لهم ما يصبون إليه خلال سبع سنوات من المفاوضات الشاقة, هذه الانتفاضة تعبر عن يأس الفلسطينيين وعن غضبهم وخصوصا بعد ان دنّس شارون ارض المسجد الاقصى في زيارته الغاشمة وكانت انتفاضة شديدة قدمت الكثير من الشهداء واختلطت فيها نيران البندقية مع الحجارة.
وقد حاول رئيس وزراء اسرائيل التخلص من هذه الانتفاضة فجاء اجتماع شرم الشيخ ولما لم يحقق هذا الاجتماع ما تريده إسرائيل اقدم رئيس وزرائها على خطوة كلها تحمل مكيدة خطرة فهو يريد الاجهاز على انتفاضة الاقصى من جهة ويريد أيضا كسب المعركة الانتخابية من جهة أخرى وان يظهر امام الاسرائيليين بأنه استطاع ان يزيل عن كاهله هذه الانتفاضة وان يقضي عليها وبالتالي فإنه سيربح ثقة الناخبين في اسرائيل وثقة الجالية العربية داخل اسرائيل ولكي يتحقق له ما يريد كان دائما على اتصال بالسلطة الفلسطينية حتى استطاع ان يعمل على جمع الطرفين في واشنطن كما نرى اليوم.
ونحن على يقين انه لن يتحقق ليهودا باراك ما يريد وان انتفاضة الاقصى ستنتصر بإذن الله رغم كل العقبات.
ناصر جميل ناصر
|
|
|
|
|