| عزيزتـي الجزيرة
بعد ان اتم المسلمون صوم شهر رمضان المبارك، وبعد استشعارهم الروحي لهذا الشهر الكريم وما فيه من اجر عظيم للمسلم، وبعد اجتهادهم بالعبادة التي يرجون قبولها وثوابها من الله الكريم العظيم,احتفى المسلمون في جميع بقاع الارض ببوادر وجه مشرق ومضيء يكتسي بالحسن والجمال، وهو عيد الفطر المبارك، وما يحمل بين يديه من خير عظيم حيث يغمر المسلم بفرحة عارمة تكاد تزلزل كيانه بقدوم العيد المبارك وهي فرحة يشعر بها كل انسان، وتلامس اعماق وجدانه، واوتار احاسيسه المفعمة بالفرح والسرور، ومن شدة فرح المسلم بهذا العيد، يكاد يقوم بتوزيع هذا الفرح على من حوله من البشر، ليزرع الابتسامة على شفاههم وعلى شفاه الاطفال، فهم اكثر استشعارا وفرحا به وبقدومه الميمون,لكن نلاحظ ان هناك بعض المظاهر التي كانت موجودة ويعمل بها ومع التغير الذي يمر به مجتمعنا بدأت تختفي هذه المظاهر رويدا رويدا الا من بعض الاحياء ومن هذا ما نلاحظه في يوم العيد الاول حيث كان الناس في هذا اليوم يستيقظون منذ الصباح الباكر، وبعد تأدية صلاة العيد يقومون بفرش ساحة كبيرة يجتمعون فيها، وتكون قريبة من مسجد الحي وكلا يأتي بطبق العيد او ما يسمى بالعياد ويضعه في هذه الساحة الكبيرة حتى يكون في مقدور الجميع وكل من يمر بهذه الساحة المشاركة بفرحة العيد، وتناول الاطعمة المختلفة ويقوم الجميع بتبادل التهاني بالعيد السعيد، ويأنس الأطفال ويفرحون بملابسهم الجديدة بتناول الحلوى ويحصلون على العيدية، التي ربما تكون بسيطة لكنها في معناها كبيرة حيث تدخل الفرح والسرور على افئدتهم ويستمر هذا حتى وقت الظهر او ما بعده,اما ما نلاحظه اليوم فهو قضاء يوم العيد الاول في سبات عميق الى ما بعد العصر، ولا بديل كذلك فيذهب هذا اليوم دون الشعور به وكأنه ليس عيدا، بل يوم عادي كباقي الايام فما بالنا اصبحنا هكذا؟ وتغير مفهوم العيد لدينا واصبحنا لا نشعر بفرحته كما كنا.
نورة الدعجاني
الرياض
|
|
|
|
|