| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
تاريخنا (الشفهي) هو ما يروى بالألسنة وتتناقله من جيل إلى جيل ومن شخص إلى شخص,, وهو تاريخ ثري غني بالمعلومات والحكايا والقصص التي ملأت آفاق التاريخ,, هو تاريخ لا تغني عنه الكتب المؤلفة والمطبوعة لأن التاريخ المكتوب في الكتب هو مجرد أرقام وتواريخ جامدة, أما التاريخ الشفهي فهو كلمات متحركة متفاعلة متناسقة وأرقام حية حين يروي الراوية حدثاً تاريخياً هاماً فهذا ليس كمن يقرأ هذا الحدث في مجلة أو كتاب تاريخي عابر,, هو تاريخ تتفاعل فيه الحماسة مع المعلومة مع الأرقام لينتج لنا حكاية تاريخية متفاعلة مع الجغرافيا ومع الأدب ومع الأسماء وأبطال التاريخ,, هناك أحداث مرت عبر سنين وقرون ولم تتسع لها بطون الكتب,, ولاخزائن الكمبيوترات واتسعت لها صدور الرواة وعقولهم,, التي حفظت تفاصيل التاريخ وقصص البطولة والكرم,, هذا التاريخ الشفهي أو الثقافة الشفهية بحاجة إلى من يهتم بها,, بحاجة إلى سلاسل من الأشرطة التي يسجلها رواة التاريخ لتكون تاريخاً متداولا,, ولقد بذل الراوية التاريخي (عبدالرحمن بن سعود المرشدي) من منطقة حائل جهوداً رائعة وممتازة في سبيل تسجيل تاريخنا وروايته بأسلوب رائع ومبسط يجمع الحكاية مع بيت الشعر مع القصة التاريخية,, مع المعلومة الصحيحة التي تجمع بين كل الروايات وترضي كل الأذواق,, وتعتبر جهود هذا الرجل بداية رائعة يشكر عليها لتسجيل تاريخنا شفهيا,, وأتمنى ان يستمر هذا الرجل برواية تاريخنا على هذا النمط الذي بدأه والذي يتضح من خلاله ما بذله من جهود كبيرة في جمع المعلومات وروايتها,, أتمنى أن تتبنى مؤسساتنا الثقافية مثل الأندية الأدبية,, أو دارة الملك عبدالعزيز آل سعود التصدي لهذه المهمة وتشجيع الرواة لتسجيل التاريخ الشفهي لنا ولا أخالها إلا مهتمة بذلك.
م,عبدالعزيز بن محمد السحيباني
محافظة البدائع
|
|
|