| عزيزتـي الجزيرة
قبل أيام قليلة ودّعنا شهر رمضان المبارك، ودّعناه بما أودعنا فيه من أعمال وقربات نسأل الله تعالى القبول ونسأله جل شأنه ان يعيده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ونحن وإياكم في حياة سعيدة, ولكن هناك سؤال يطرح نفسه: كيف حال الكثير منا بعد رمضان؟
والإجابة بصراحة وصدق الحال لا تسر بل تكدر وتضيق الصدر وان شئتم اسألوا المساجد وشاهدوا كم عدد المصلين فيها الآن؟ وقارنوا بين أعدادهم الآن واعدادهم في شهر رمضان,, الفرق جداً كبير وهناك بون شاسع وعجز كبير في عددهم الآن ولا حول ولا قوة إلا بالله.
بالأمس القريب الصفوف تمتلىء بعددهم والمساجد تكتظ بحشود المصلين ولكن أين هم الآن؟ هل هؤلاء مسافرون وعادوا إلى ديارهم؟ كلا بل هم موجودون ولكن عادوا إلى عادتهم القديمة قبل رمضان من التخلف والتأخر عن أداء الصلوات,, والله المستعان وخاصة صلاة الفجر التي تشتكي إلى الله من قلة المصلين، تلك الصلاة العظيمة المشهودة التي قال الله تعالى في شأنها وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً ان هؤلاء المتخلفين عن تلك الصلاة يغطون في سبات عميق مع أنهم يسمعون المنادي يقول: الصلاة خير من النوم ولكن حال هؤلاء يقول النوم خير من الصلاة ، وهؤلاء ربما كانت علاقتهم مع المساجد مؤقتة بتوقيت رمضان ولكن ما إن انتهى هذا الشهر عادوا إلى ما كانوا عليه ورجعوا إلى الوراء ألم يسمعوا القول الحكيم: بئس القوم الذين لايعرفون الله إلا في رمضان ألم يعلموا ان رب الشهور واحد وهو مطلع على أعمالهم وشاهد وسوف يحاسبهم على تفريطهم وتقصيرهم وماربك بظلام للعبيد ، ان هؤلاء يخشى عدم قبول أعمالهم التي عملوها في رمضان وان ترد عليهم فمن علامة قبول الحسنة الحسنة بعدها، ومن علامة رد الحسنة اتباعها بالسيئة ونذكّر هؤلاء بقول الرحيم الرحمن في كتابه العزيز: ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها فنعوذ بالله من الانتكاسة بعد الاستقامة,ان الواجب علينا جميعاً الاستقامة على الطاعة حتى الممات واعبد ربك حتى يأتيك اليقين وان نؤدي الأعمال الصالحة والقربات على الدوام ولو بشكل قليل فأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل رزقنا الله وإياكم طريق الاستقامة وعافانا وإياكم من الانتكاسة.
سلمان عبدالعزيز المعيلي
عرقة
|
|
|
|
|