| منوعـات
* من الناس حين يتحدث,, لا تجد نفسك معه، لأنه لم يستطع أن يشدك إليه، ذلك أنه ليس ذا بلاغة ولا بيان، ولكنه يسوق ألفاظاً من هنا وهناك,, كيفما اتفق، كأنه حاطب ليلَ,, والخطباء أصناف منهم من يملك المعلومة، ولكنه حين يرسلها,, لا يحسن ترتيبها ولا نظم كلمه، وإنما هو مثل جبل,, تنحدر منه جراويل ، ذات قرقعة، ولا جدوى منها, ومنهم الخاوي، ليس بذي علم، لذلك تجده,, يشرق ويغرب, جملة من هنا ومجموعة ألفاظ من هناك,, لا تفيدك بشيء ولا تنفعك!
* ومن الخطباء بلغاء، قد اتقنوا درسهم، سواء,, الذي يرتجل ما يقول، أو الذي يتحدث من خلال كلمة مكتوبة, وهو الذي يتقن ما يجمع وما يقول، ليعي السامع ما يقول,, ويجد في ذلك ما يفيده , والخطابة قدرة وموهبة, فليس كل متكلم خطيبا، كما أنه ليس كل من مسك القلم كاتباً!
* شيخنا الفاضل خالد كتبي ، سمعته ثلاث مرات, في خطب الجمعة في مسجد المسرات بجدة، فرأيت رجلا يتقن خطبته، ويحسن تخير الألفاظ التي تحمل المعاني، ورأيت خطيبا يحسن فن الخطابة، إلى جانب استشهاداته بآي الكتاب العزيز وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأقوال الصحابة وأولي العلم, يضاف إلى ذلك ألفاظ بليغة منتقاة, والرجل يرتجل ما يلقي، ويتوجه إلى الناس بما هم فيه من حياتهم، ينتقد الأخطاء! ويوجه إلى ما ينفع الناس، ويحذر من الانحراف والبعد عن الله,! وكانت الخطبة الأخيرة,, في آخر جمعة من رمضان، فكان يحث الناس على الخير,, والإكثار من الصدقات، وألمح إلى جهاد أطفال الحجارة الذين يصمدون أمام ألد أعداء الإنسانية، وهم اليهود، الذين يقاتلون أصحاب الأرض بالسلاح الفتاك,, ليخرجوهم من ديارهم، ولكن هيهات! وحث الشيخ خالد على دعم أولئك الفتية المجاهدين، الذين يتعرضون بصدورهم الغضة لأسلحة أعدائهم، لا يرهبون ولا يتراجعون,, ولا يستسلمون!
* وحث الخطيب الناس على التصدق، وأن يقرضوا الله قرضا حسناً، وأن يحاسبوا أنفسهم قبل أن تحاسب، وأن يتقربوا إلى الله بالأعمال الصالحات, وعرض بأصحاب المسابقات ، الذين يشغلون الناس بها بأموال وسيارات ومختلف الهدايا! ورأى الشيخ وهو على حق,, لو أن هذا التوجه كان في سبيل الله لكان خيراً لهم,! وتحدث عن الذين يقضون أوقاتهم مع الفضائيات، وأكثرها لا خير فيه، لأنها تقدم لهواً محرماً وإشغال الناس بما لا يفيد، وإنما تجر ضرراً ومفاسد للأخلاق,, في كل وقت, ورمضان بخاصة!
* إن الذين يتابعون خطب الشيخ خالد كتبي، يعجبون به وبها، وهم لا يسأمون أحاديثه ونصحه ووعظه، لأنه يهديهم إلى ما ينفعهم ، ويحذرهم مما يضرهم,, ويذكرهم، ذلك أن الذكرى تنفع المؤمنين, لذلك فهم قد أحبوا هذا الرجل الناصح والمنبه والمحذر، لأنه يهديهم إلى الخير وإلى صراط مستقيم، ويريدون المزيد من سماعه والإفادة مما يقول!.
|
|
|