| الاقتصادية
* الرياض عبدالرحمن الرميح
دعت دراسة اقتصادية خليجية نشرت مؤخرا في النشرة الفصلية الأخيرة لمنظمة الخليج للاستشارات الصناعية دول مجلس التعاون الخليجي الى الاهتمام بوضع وتنفيذ برامج فعالة للعلوم والتكنولوجيا يكون من ضمن اهدافها تطوير الخدمات والطرق التكنولوجية اللازمة للصناعة وتحديد السبل المناسبة لتطبيقها.
واشارت الدراسة الى انه بدون ذلك لن يحدث التطوير مهما زادت الاستثمارات، في ظل الاستمرار في استيراد التكنولوجيا للعديد من الصناعات القائمة والمشاريع الجديدة وغياب البرامج الوطنية للعلوم والتكنولوجيا التي تعتمد على استيراد الخدمات التكنولوجية، واشارت الدراسة الى بعض المؤشرات التي يجب الاسترشاد بها عند تقييم الوضع الحالي وعند تصميم الاستراتيجية التي تهدف لبناء اقتصاد معرفي، ومن اهمها تجديد مقومات التنمية المعرفية من خلال الدراسات المقارنة بين الدول التي تتوفر فيها صناعات معرفية بوزن نسبي، وإعادة النظر في سياسة الإنفاق على انشطة البحث العلمي والتطوير مع التركيز على دور تكنولوجيات المعلومات والاتصال، الى جانب التأكيد على أهمية الدور الحكومي ودور القطاع الخاص في العلوم والتكنولوجيا مع اخذ تحديات العولمة في الاعتبار لما تتضمنه من فتح الأسواق وتحرر التجارة الدولية وتكامل الصناعة الدولية من خلال الاستثمارات الاجنبية المباشرة وحرية انتقال التكنولوجيا وتوحيد اسواق المال نتيجة لتقدم نظم المعلومات والاتصال.
ومن ناحية اخرى اوضحت الدراسة ما شهده العالم من تطور علمي وتقدم تكنولوجي بعد الحرب العالمية الثانية شمل كل مجالات الحياة مما ادى الى تحسن في مستوى المعيشة وزيادة في رفاهية الافراد والمجتمعات، مشيرة الى ان تقنية المعلومات من التقنيات التي لعبت دورا كبيرا في إحداث هذه التغيرات، ومؤكدة ان العالم سيتجه الى الاقتصاد المعرفي او الرقمي متحولا من الاقتصاد الصناعي لتلعب فيه هذه الصناعة دورا رئيسيا في تنمية الاقتصاد.
وبناء عليه فقد وجهت الدراسة الدعوة للدول العربية لشحذ الهمم وتوجيه السياسات والاستراتيجيات الوطنية التنموية نحو هذا النمط من الصناعات للحاق بالسباق والوضع العالمي وعدم التخلف والتقهقر، وذلك من خلال تقييم القدرات والتكنولوجية المتاحة والمطلوبة وحجم الإنفاق على برامج البحث العلمي والتطوير ومدى توفر أنظمة وآليات لتطبيق الأساليب العلمية والتكنولوجية وبصورة مناسبة.
وفي هذا الصدد اشارت الدراسة الى نتائج التطور الكبير والهائل في تقنيات المعلومات في مجال المعالجة والاتصال، حيث أوردت أنه أدى الى تحقيق مزايا ومكاسب اقتصادية كبيرة للعديد من الدول في مجالات زيادة الكفاءة والاستخدام الأمثل للموارد وخفض التكاليف وابتكار سلع جديدة وخدمات جديدة وفتح الاسواق، مشيرة الى ما حققته الولايات المتحدة من نمو اقتصادي فاق كل التوقعات، حيث انخفض العجز الحكومي أو تلاشى، وحققت نموا كبيرا في التجارة الخارجية وغيرها من المؤشرات الاقتصادية الإيجابية.
|
|
|
|
|