| مقـالات
احتفل صدام حسين بعيد الفطر الماضي بطريقة مميزة، فقد وقف يشهد أضخم استعراض عسكري تشهده العراق بعد حرب الخليج الثانية وهو يرتدي بزة رجال الأعمال الوقورة، ويعتمر قبعة تشبه تلك التي كان يرتديها أفراد (آل كابوني) بعد وصولهم من جزيرة صقلية إلى ميناء نيويورك في مطالع القرن الماضي، وكان يحيي كتائب الجيش المنهك الجائع التي تمر من أمامه بطلقات من بندقيته بطريقة استعراضية مبجلة تشبه تلويح كسرى بصولجان الملك.
ساعتها أحسست بنقمة كبيرة تجاه (أمريكا) والنقمة ليست لها علاقة بالحصار الاقتصادي أو الحظر الجوي، فتلك أمور تحولت إلى وجبة إخبارية باردة لا تثير النقمة بل اندرجت في سياق العادة الباهتة، ولكن مصدر نقمتي وسخطي هو هذا البهاء والسحر الذي تبثه أمريكا إلى العالم عبر شاشات هوليود، بشكل مخدر وأخاذ إلى الدرجة التي جعلت فخامة السيد الرئيس يتشهى أن يتقمص إحدى الشخصيات ليحيي بها الجيش المنكوب في استعراض عيد الفطر، فلا أدري بالتحديد أي الشخصيات التي حلم أن يدخل بها العام الجديد؟؟ فالقبعة غربية (صليبية) وتتعارض مع قلنسوة صلاح الدين الأيوبي (بلديات الرئيس) والذي لطالما افتخر القائد الرئيس بهذه الصلة فهما سيتشاركان تحرير القدس!! بدليل أن جزءاً كبيراً من خطابه ذلك اليوم تناول فيه الانتفاضة الفلسطينية وأن تحرير القدس سيبدأ من بغداد!! في الوقت نفسه يعجز الجيش العراقي أن يدافع عن أراضيه نفسها فترفع مذكرات الشكوى إلى الأمم المتحدة بسبب الانتهاكات المستمرة لشمال العراق من قبل الجيش التركي.
وهذه المسرحية هي أكثر التراجيديات بؤساً على خشبة المسرح العراقي في مواسم الأعياد ومازال العرض مستمراً.
ردود :
الأخ طلال الشويعر: شكراً لرسالتك الطويلة، وشكراً لهذه الثقة التي جعلتك تفضي بهذه التفاصيل، أنا متأكدة أن من يمتلك وعيك ونضجك لن تعوقه بعض المصاعب الطارئة، فاستعن بالله سبحانه وتعالى وتوكل عليه، واستنفر الطاقات الكامنة داخلك تلك التي أودعها سبحانه وتعالى بأعماقنا تنجدنا وقت الملمات، فقط لا تيأس واستمر (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب).
الأخت مشاعل الأحمدي: كل عام وأنت أيضاً بألف خير، ويهمني أن أرى بعضاً من أعداد مجلة أنهار قبل أن أشارك في الكتابة بها وسوف أبعث لك ما هو ملائم في حال توفره، وشكراً لدعوتك.
e-mail:omaimakhamis@yahoo.com
|
|
|
|
|