|
| العالم اليوم
ليس الفلسطينيون وحدهم الذين اقتنعوا باستحالة عقد اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فقد يئس الإسرائيليون من محاولات كلينتون اقناع الفلسطينيين بقبول ما كان يريد تجريعهم اياه من سلام الاستسلام وبدأ باراك وفريقه السياسي والانتخابي يغيرون من تصريحاتهم وتصرفاتهم الانتخابية بعد تأكدهم من ان الورقة الانتخابية التي كانوا يأملون بالحصول عليها وتوظيفها باعتبار انهم سيقدمون سلاماً للإسرائيليين دون ان يتخلوا عن المكاسب التي حققتها اسرائيل في حربها العدوانية عام 67 ولكن لأن الفلسطينيين لم يبتلعوا الطعم الامريكي، فقد غيّر باراك من استراتيجيته الانتخابية، وكذلك غيّر حتى من تصريحاته فأخذت تنحو نحو التشدد، فبعد ان كان يتحدث عن اعطاء السيادة للفلسطينيين على الحرم المقدسي، تمادى في تطرفه وكشف عن التوجه الحقيقي لساسة اسرائيل فيما يختص بالاستيلاء على القدس بقوله امام 4500 طالب يهودي جاؤوا من امريكا وكندا ودول اوروبية اخرى: دعوني اقولها بصراحة ووضوح,,, لن نوافق على حق العودة الى اسرائيل,,, ولا اعتزم التوقيع على اي وثيقة تنقل السيادة على جبل الهيكل الى الفلسطينيين والمعروف ان اليهود يطلقون على المسجد الاقصى جبل الهيكل .
واضاف: دعوني أكرر ان هدفنا في اي اتفاق سلام دائم هو توسيع رقعتنا من القدس عن اي وقت مضى في تاريخنا,, نحتفظ باغلبية يهودية حقيقية .
هذا القول لم يكن يطرحه باراك سابقاً امام الحضور حتى وان كانوا يهود اذ كان مثل غيره من ساسة اسرائيل يغلفون اطماعهم بكلام عام يعتمد الغموض وحتى اذا وقعوا اتفاقيات يظلون يماطلون ويسوفون ولاينفذون إلا مايريدون تنفيذه دون ان يتجاوزا ما يلتزمون به، سواء كانوا من جماعات حزب العمل أو الليكود، من يسار او يمين، فحتى الذين يسمونهم بأنصار السلام من الاسرائيليين يعترضون على عودة اللاجئين وعلى التسليم بسيادة الفلسطينيين على المسجد الاقصى والقدس الشرقية.
اذن باراك سلّم واقتنع بصعوبة قبول الفلسطينيين بما يعرضه عليهم كلينتون من استسلام باسم السلام، ولذلك غير من خطابه الانتخابي، اما حليفه كلينتون فلا يزال يعمل للسير حتى اليوم الاخير من بقائه في البيت الابيض ليس فقط لاقناع الفلسطينيين لعلّ وعسى,,,! بل ايضاً لضمان استمرار دوره كوسيط للسلام في الشرق الاوسط حتى وان انتهت ولايته وعمله كرئيس للولايات المتحدة,, وبدلاً من ان ينضم الى جيش العاطلين,, يهيىء نفسه لوظيفة تضمن له البقاء تحت وهج الاعلام والتمتع بشمس الشرق الاوسط بعد ان يكثر التردد عليها.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|
