|
| وطن ومواطن
كان الحديث ولا زال عن السعودة قائماً لكنني اخشى ان يصبح مجرد سراب في زمن طال فيه الصبر وكبرت فيه الأنانية والحقد المهم في الأمر انني منذ ان حصلت على درجة البكالوريوس وانا أسير حول طرق الوظائف التي أصبحت مسدودة، وفي ذلك الوقت طلبتني احدى المدارس الأهلية وكنت حين ذاك في اشد الفرح لانني سأقوم بمهمة التدريس التي طالما حلمت بها لكنني افاجئ وياللهول انهم سمحوا لي بالتدريس عندهم من اجل ان يفتح في المدرسة قسم ثانوي اي لا يتم فتح هذا القسم إلا بوجود محضرة معمل لذلك تم توظيفي بسهولة ويسر وبعد إجراء العقد تم تكليفي وبكل درجة مهزلة ان ابيع الزي المدرسي للطالبات المستجدات في المدرسة كأنني خريجة تسوق لأكون في هذا المنصب حتى خريجات التسوق لا يرضين بهذا الوضع، والغريب في الأمر ان صاحبة المدرسة تريد مني دائماً بل وتلح على ان أضع اذني خلف الأبواب لأنقل لها كل ما سمعت من قبل المعلمات وبطبيعة الحال اغلبية المعلمات غير سعوديات ولا توجد غير خمسة معلمات سعوديات، أين السعودة يا من تساندونها وتكتبون عنها، إن الاسلوب الذي حصلنا عليه في المدارس الأهلية سائد وهو اسلوب التطفيش وبأشد انواعه ولا سيما ان مساعدة المديرة تتعامل مع بنات جنسها بلطف اما نحن بنات الوطن وفي الوطن فنحاسب على كل صغيرة وكبيرة بدون سبب,,!
إن مهنة التدريس التي كنت احلم بها كشفت لي الغش الذي تتداوله المدارس في بيع الزي المدرسي.
تخيل ايها القارئ يطلبون منا ان نقول ان هذا الزي مصنوع في دول عربية واجنبية والحقيقة غش في غش وخداع مكشوف علما ان الزي يبلغ سعره 200 ريال والمستغرب والمفجع حقا ان تستغني المدرسة عن إحدى المعلمات حينما تعلم انها حامل بل وتحملها الذنب وتقول لها هذا جزاؤك لانك لم تخبرينا انك حامل غريب حقاً امر هذه المدرسة التي تعيش عيوبها مع نفسها والمشكلة ان اصحاب المدارس يرضون بما يحدث, لذلك متى سيتم تطبيق السعودة يا من تناشدونها في أقلامكم نحن أصبحنا نفقد الثقة في ان يصبح لنا مكان مرموق وجيد بين أبناء وطننا الغالي,
سارة إبراهيم البريدي
معلمة سابقة
|
|
|
|
|
