| عزيزتـي الجزيرة
ها قد أقبلت مواسم الحصاد لجني النتاج وقطف ثمار الجد والاجتهاد للطلبة والطالبات بأداء الامتحانات التي تقيس مدى تحصيلهم العلمي وتقيّم مشوارهم الدراسي، ولكن قبل ان تدق أجراس الامتحانات القلوب هذه همسات لمن هم على أعتاب الامتحانات.
معشر الطلاب والطالبات: لا شك ان النجاح ثمرة طيبة المذاق لا تتأتى لكل إنسان إلا بعد نصب وعناء، وهو كما يصفه الفيلسوف الأمريكي الشهير إيمرسون بقوله: النجاح عصفور صغير يقبع في عش بعيد ومرتفع ومحاط بالأسوار وكلنا يريد هذا العصفور,, ولكن من الذي يصل اليه؟
بعضهم يقف أمام الأسوار العالية يائساً ثم ينصرف,, وبعضهم يقف أمام الأسوار في انتظار ان يطير العصفور فيقع بين يديه,, وقد يطول به الانتظار فيصاب باليأس وينصرف,, والبعض يدور حول الأسوار باحثا عن منفذ عن طريق الى العصفور,, ومن هذا البعض يصل الناجحون! ,فالنجاح ليس وليد الصدفة او الحظ وليس بصعب المنال، يأتي حين يأتي بعد جهد وعناء وكما قيل من جد وجد ومن زرع حصد فأحرصوا على النجاح بالجد والاجتهاد وانفضوا اشباح الخوف من الامتحانات عن جوانحكم ولا تدعوها تصفع قلوبكم فتفزعها أو تثبت التوتر والقلق في نفوسكم قتربكها، ولتكن ثقتكم بالله أولاً ثم بانفسكم ثقة لا تتضعضع وواجهوا الامتحانات بثبات راسخ لا يتزلزل، وتوكلوا على الله في جميع أموركم, قال تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه واستعينوا به وأملؤوا قلوبكم بذكره فإنه خير ملجأ ونعم معين,.
قال الشاعر:
إذا لم يكن عون من الله للفتى
فأول ما يجني عليه اجتهاده |
ثم احرصوا على تنظيم أوقاتكم وترتيب جدول لمذاكرة الدروس قبل قدوم الامتحانات بوقت كاف كيما لا تستثقلوا هذه المادة او تلك فتتزاحم المعلومات في عقولكم دون ان تعوها فيكون مصيرها النسيان، وليكن للراحة نصيب من وقتكم حتى لا يتسلل الضجر والملل الى نفوسكم قال علي كر الله وجهه روّحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلب إذا كره عمي وتجنبوا السهر المفرط الذي يؤثر على اجسامكم وينهك قواكم العقلية، ولتكن فترة النوم كافية فقد ثبت طبياً ان الشخص الذي ينام لمدة تتراوح ما بين سبع ساعات الى ثماني ساعات يجد الراحة النفسية ويدب النشاط والحيوية في جسمه، وابتعدوا ما أمكنكم عن المشروبات المنبهة بمختلف أنواعها واستبدلوها بالعصائر الطبيعية الطازجة، وتخيروا الأوقات والأماكن المناسبة للمذاكرة وكذا الجوء الهادي المريح الذي لا يشتت المعلومات من اذهانكم، ولعلي أُعرج على ما ذكره الخطيب في تذكرة السامع عن أجود أوقات وأماكن الحفظ حيث قال: أجود أوقات الحفظ الأسحار، ثم وسط النهار ثم الغداة قال: وحفظ الليل أنفع من حفظ النهار، ووقت الجوع أنفع من وقع الشبع , قال: وأجود أماكن الحفظ الغرف، وكل موضع بعيد عن الملهيات , قال: وليس بمحمود الحفظ بحضرة النبات، والخضرة والأنهار، وقوارع الطرق، وضجيج الأصوات، لأنها تمنع من خلو القلب غالباً انتهى ص 118 119.
واحرصوا على مراجعة الدروس قبل دخول الامتحانات بوقت كاف ثم ابدأوا امتحانكم بذكر الله ودعائه بان يذلل لكم عقبات الأسئلة وسلوه التوفيق، وأياكم والغش في الامتحانات ولا تستهويكم تلك الوريقات فالغش كما قيل آفة المتهالك وقد حذرنا منه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: من غشنا فليس منا , رواه مسلم, وابتعدوا كل البعد عن مراجعة ما سطرتموه من إجابات ولا تدعوا ذلك يسيطر على تفكيركم فيعيقكم عن مذاكرة المواد الأخرى وليكن اهتمامكم منصباً على مراجعة المادة التي تليها,وقبل الختام,, هذه نداءات لكل من يقف ابناؤهم على عتبات الامتحانات أبث من خلالها هذه الكلمات, أعزائي الآباء والامهات:
احرصوا على تهيئة الجو الأسري الهادئ الذي يمطر ابناءكم بوابل الحب والحنان فيبث في نفوسهم الطمأنينة والأمان ويدفعهم للجد والاجتهاد، وابتعدوا كل البعد عن ترهيبهم من الامتحانات بغرض السلطة عليهم وقسرهم على المذاكرة في كل زمان ومكان حتى لا تفتر عزيمتهم او يتقلقل ثباتهم فتخبو شعلة الحماسة المتوقدة في نفوسهم لتذكي التمرد على الأوامر والعناد أو تبث التوتر والقلق الذي يفقدهم التركيز وبالتالي يحدث النسيان الذي ينعكس باثاره سلبا على نتاجهم النهائي,, فخير الأمور الوسط, فكونوا عوناً لابنائكم في تخطي الامتحانات بالتوجيه الحازم والكلمة الطيبة والابتسامة المشرقة والدعاء الصادق والحرص على كل ما يرعى بذرة التفاؤل في نفوسهم ويزرع الأمل في قلوبهم وإبعاد كل ما يعصف بجو الامتحانات لندفع بمراكبهم لمرافئ التفوق والنجاح بإذن الله,,
مع امنيات صادقة لجميع الطلاب والطالبات بمختلف الفئات والمستويات بالتوفيق الدائم والنجاح المستمر وأعان الله الجميع.
مناهل الرشيد
|
|
|
|
|