| عزيزتـي الجزيرة
انقضى شهر رمضان شهر الخير والبركات، والتقوى والصلاح شهر الذكر والعبادة.
لقد كان مدرسة تربوية بكل معنى الكلمة, يقول الله تعالى: ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون فهو شهر التقوى والصلاح فيه تتطهر القلوب من الذنوب والمعاصي, وفيه يسمع المسلم بقلب واع إلى القرآن الذي يقرأ من أوله إلى آخره في هذا الشهر الفضيل فيعي المسلم مافي القرآن من أخلاق سامية وآداب عالية على المسلم الملتزم ان يتحلى بها بعد ان طرقت مسامعه فالصديقة بنت الصديق تقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم ان خلقه كان القرآن والعيد في الإسلام يمتاز عن جميع الأعياد المعروفة في العالم سواء منها الدينية أو الوطنية, لأن حكمة التشريع الإسلامي اقتضت إغناء فقراء المجتمع الإسلامي في رمضان بواسطة زكاة الفطر وفي عيد الأضحى بواسطة الأضحية التي توزع لحومها على الفقراء والمساكين كل ذلك لكي يشعر كل المجتمع الإسلامي غنيه وفقيره ببهجة العيد وفرحة العيد وهذه من المزايا العظيمة في الأعياد الإسلامية.
وفي الأعياد الإسلامية أيضاً يظهر التكافل الاجتماعي بأجلى صوره والترابط الأسري بأبهى معانيه حيث يتزاور المسلمون في الأعياد مهنئين بعضهم البعض فيظهر الحنان والتعاطف وتبدو السعادة على وجوه الجميع ولكل هذه المعاني يشعر المسلمون بالبهجة والفرحة بالأعياد الإسلامية الشرعية فأعيادنا الإسلامية تصطبغ بالصبغة الدينية والدنيوية ولكن العيد أتى في هذه السنة وسحابة من الحزن تخيم فوق المسلمين لأن دماء المسلمين تسفك، وبيوتهم تهدم، وأطفالهم يشردون ونساؤهم يفقدن أزواجهن بأيدي جنود الكيان الصهيوني ولكن لنا العزاء ان تباشير النصر تلوح في الأفق بحول الله وقوته.
ناصر جميل ناصر
|
|
|
|
|