| عزيزتـي الجزيرة
إن الآباء لا يتمتعون بقدرة وقوة مطلقة، ولكن اتجاهاتهم وأفعالهم يمكن ان تؤثر على مخاوف اطفالهم بصورة مواتية أو ضارة، إن الطفل يستمد أمنه في المقام الأول وبصورة اساسية من الحب والحماية الأبوية.
وحين يكبر في السن ويصبح أقوى وأكثر اعتماداً على الذات بعد الله فإن إحساسه بالأمان يصبح أكثر ارتباطاً بقوته هو ويناقش دور الآباء ويبدأ هذا الطفل مما يجب ألا يفعله الآباء وينتهي بنصيحة فيما يتعلق بما يجب عليهم ان يفعلوه, فاحذروا من تخويف اطفالكم لأن تخويف الطفل يماثل تماماً سكب الزيت على النار، وبمقدور الآباء ان يضعوا حدوداً لسلوك الطفل دون ان يتسبب في تفاقم مخاوفه وزيادة إحساسه بعدم الأمان, وإذا كان من اللازم تحذير الطفل من انتهاك القواعد السلوكية للآباء وتبصيره بعواقب أفعاله، فإن التحذير يجب أن يكون مختصراً ومحدوداً وعيانياً ملموساً ، فالتحذير يمثل تهديداً والتهديد يمكن ان يفيد إذا ما ساعد على صنع سلوك غير ملائم، ويلزم تنفيذ التهديدات وإلا فإنها تصبح عديمة الفائدة بل ضارة.
وطبيعة التهديدات ذات أهمية فإن تهديد الطفل يتركه بمفرده هي أقصى واقسى أنواع التهديد لأنها يمكن ان تخلق فيه حالة هلع وفزع غير صحية، وقد يكون التسامح غير ضروري لأن الآباء المفرطين في التسامح لا يعلِّمون اطفالهم الوعي بالعواقب الواقعية لسلوكهم، وفضلاً عن ذلك فإن الآباء المفرطون في التساهل يعرقلون إحساس الطفل بالأمان، لذا فالاعتدال والإرشاد والتوجيه الأبوي يُعد شرطا من شروط النمو السوي لأطفالنا الأعزاء.
جمال عبدالبديع علي الوكيل
مدارس الغد - بريدة
|
|
|
|
|