| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
مهنة التدريس من أشرف المهن وممارستها بأمانة وصدق يكاد صاحبها ان يكون رسولا ومع ذلك يتحاشى الأغلبية (مؤخراً فقط) سلوك هذا الطريق رغم انه يشرف من يسلكه وذلك بسبب عوائق ومطبات صناعية وضعت فيه عن حسن نية:وأقولها بكل صراحة نحن لدينا عقبة أو مشكلة تعليمية مستجدة نوعا ما ولكنها تشبه كرة الثلج التي تكبر بزيادة تدحرجها فتلك المشكلة عويصة وسوف تستفحل وتزداد تعقيدا بمرور الوقت! وهذا (العذروب) الذي بدأ الجميع يحس بنتائجه ويراها (هو عذروب تربوي وليس تعليميا) لذلك لن يجدي في حله أي تطوير في المناهج ولاحتى تغييرها!والغريب ان هذا العائق أو المشكلة التربوية صنعت بقرارات من رجال تربويين لانشك بإخلاصهم واجتهادهم أبداً ولكن ما كل مجتهد مصيب.
فقد كبلوا المعلم وجردوه من صلاحياته التربوية بقرار (ينص على عدم لمس حتى شعرة من رأس الطالب وعدم معاقبته بالضرب أبداً مهما كانت المبررات) وقد بدا لهم هذا القرار ايجابيا فإذا بسلبيته تغطي الأفق! فقد همش بهذا القرار أو الغي دور المعلم كتربوي وجعلت صلاحياته مقتصرة على التلقين فقط وحشو عقول تلاميذه بمعلومات (أشك بمدى حاجتهم لمعظمها) أما دوره المهم في تربية ومتابعة أخلاقياتهم وإعادة من جنح منهم عن جادة الصواب إليها فقد قلص كثيرا وكأنه غير مهم!!زبدة الكلام ان قراراً مثل هذا قد وضع حصانة للتلميذ الذي يحتاج تقويماً تربوياً وسلوكياً (رغم قلتهم نسبياً الآن ولكن التفاحة المعطوبة تتلف ماحولها) ليمارس تصرفاته الصبيانية الطائشة التي وصلت في بعض الأحيان حد (الإجرام) دون أي خوف أو حياء (وعند المدرسين الخبر اليقين!).
هذه الفئة من الطلاب هم بحاجة ماسة إلى التربية أكثر من التعليم, ولن يفيدهم مثل هذا القرار!! فقد خلعوا عنهم رداء الأخلاق والفضيلة وتجللوا رداء الطيش والتهور واللامبالاة! وصاروا يشكلون (سنداناً) تحت المعلم بينما يشكل قرار الوزارة (مطرَقة) من فوقه, فماذا بالله يرجى من معلم وضع هكذا بين (المطرقة والسندان) غير محاولة الهروب من هذا الوضع بأي طريقة؟ وهذا ما نراه ماثلا أمامنا في هرولة معظم مدرسي المرحلة المتوسطة والثانوية للانتقال إلى المرحلة الابتدائية بأي طريقة هروباً من وجع الرأس,فهل سيبقى هذا هو الخيار الأوحد للمعلم للبعد عن المشاكل والحصول على راحة البال؟ أم يكون لمسؤولي التعليم رأي آخر يعيد للمعلم هيبته ويسهل من مهمته لتخريج أجيال متعلمة ومتربية بطريقة سليمة ليواصلوا كجيل قادم خدمة دينهم ووطنهم.
صالح عبدالله العريني
البدائع
|
|
|
|
|