| الاقتصادية
* واشنطن ا,ف,ب
كشف مدى الخفض غير المتوقع في اسعار الفائدة الرئيسية للاحتياطي الفدرالي الامريكي (المصرف المركزي) في الثالث من كانون الثاني/ يناير، الدور الرئيسي الذي اعطاه المصرف المركزي الامريكي، وبنوع خاص رئيسه الان غرينسبان، لاستقرار الاسواق المالية من اجل سلامة الاقتصاد الامريكي من الان وصاعدا.
وتتفق غالبية عظمى من الاقتصاديين على القول ان تباطؤ وتيرة الاقتصاد الامريكي منذ الصيف، وحتى وتيرته السريعة، لا تبرر اتخاذ اجراء بهذا الحجم خارج الاجتماعات الدورية للجنة السياسة النقدية.
ويختصر فرانكو موديلياني الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد للعام 1985 الموقف بقوله لم يكن هناك من حاجة للاستعجال في تخفيض الفوائد من دون ادلة ثابتة على تغير الظروف الاقتصادية.
وكان معظم الاقتصاديين الرئيسيين الامريكيين ال 45 الذين استطلعت صحيفة وول ستريت جورنال آراءهم مؤخرا، لا يزالون يتوقعون تحقيق نمو اقتصادي بما معدله 2% في النصف الاول من العام 2001 و 2,8% في الاشهر الستة التالية مقارنة بأكثر من 4% في الفترة الممتدة من كانون الثاني يناير الى حزيران يونيو 2000.
وبما ان تخفيض نسب الفوائد للاحتياطي الفدرالي الامريكي يحتاج الى ستة اشهر لظهور انعكاسات هذا الخفض على النشاط الاقتصادي، كان بامكان الان غرينسبان ان يتريث قبل اتخاذ قرار تخفيض الفوائد وينتظر اجتماع اللجنة النقدية المقبل في نهاية كانون الثاني/ يناير.
ويهدف القرار المهم الذي اتخذه الاحتياطي الفدرالي الامريكي تخفيض نصف نقطة من فائدته المطبقة بين المصارف ونسبة الحسم بنوع خاص الى تغيير نفسية الاسواق الواقعة ضحية تشاؤم اعتبره الان غرينسبان نفسه مطلع كانون الاول ديسمبر انه مفرط وخطير بالنسبة لاقتصاد ينحو ناحية التباطؤ، على حد ما كشف تيموتي اونيل الاقتصادي في هاريس بنك/بنك اوف مونتريال في شيكاغو.
وكانت سوق اسهم ناسداك للشركات الالكترونية سجلت في العام 2000 اكبر تراجع تاريخي لها بخسارة 39,3%, وقد تعرضت ايضا الى تدهور بلغت نسبة اكثر من 7% في الثاني من كانون الثاني/ يناير عشية قرار الفدرالي الامريكي بتخفيض نسبة الفوائد.
والعام الماضي شهد مؤشر داو جونز في اسواق وول ستريت من جهته اول تراجع سنوي له منذ فترة الركود السابقة قبل عشرة اعوام وخسر ايضا 1,3% عند اقفال اول جلسة له في العام 2001.
وهذه الخسائر تعتبر فادحة تعتبر فادحة بشكل واضح بالنسبة الى الان غرينسبان لانها تتجاوز بكثير التوسع الصحي للمضاربات وبنوع خاص في اسعار اسهم الانترنت التي تم تسجيلها في الربيع الماضي بحسب بعض المحللين.
وهكذا فان رئيس الاحتياطي الفدرالي الامريكي الذي يحظى باحترام كبير يشعر بقلق متزايد من الانعكاس السلبي للارقام السيئة المسجلة في الاسابيع الاخيرة على معنويات المستثمرين والمستهلكين، اكثر من قلقه مما تحمل من معان اقتصادية بحتة على حد اعتبار المحللين.
واوضح جون لونسكي من مؤسسة موديز للاستثمارات ان الاحتفاظ برسملة سوقية مناسبة بات من الان وصاعدا امرا اساسيا جدا لضمان استثمارات الشركات ودعم الاستهلاك بسبب مفعوله الايجابي في زيادة الرسملة.
وفي نهاية 1999، كان رسملة الاسواق المالية تمثل 170% من اجمالي الناتج الداخلي الامريكي المقدر بحوالي 10 الاف مليار دولار مقابل 50 الى 70% فقط في نهاية الثمانينات بحسب شركة بيانكو ريسيرتش للابحاث.
من جهة اخرى، ارتفع عدد الامريكيين حاملي الاسهم مباشرة او بواسطة صناديق استثمار وتقاعد مشتركة من 52 مليون شخص الى 84 مليونا بين 1989 و 1998 بحسب احصاءات بورصة وول ستريت .
وقد لعب ارتفاع اسعار الاسهم منذ مطلع العقد الماضي دورا مهما في الاداء الاقتصادي في تلك الفترة، مما وفر نقطة نمو اضافية في السنوات الاخيرة حسب الفدرالي الامريكي.
ويعتبر احد العاملين في قسم إدارة المحفظة المالية في بريدجووتر اسوشيتد رأي دالو في تصريح له الى وول ستريت جورنال ان الاهمية الاقتصادية للاسواق المالية تعني ان لتبدلها انعكاسا على النشاط اكثر منه على تخفيض او ارتفاع نسب الفوائد.
|
|
|
|
|