|
| مقـالات
* كان أمل الاتحاد يملأ أحلام شعب الخليج العربي وحكامه, كان الأمل الاساسي في حياة الخليج هو قيام اتحاد يجعل لهذه المنطقة الغنية بالتاريخ، وبالموقع الاستراتيجي، وجوداً عربياً ودولياً لا تقتصر قيمته على الثورة النفطية فقط!,.
ان بذرة الامل موجودة تحت التربة الآن، ولابد أن تخرج في يوم ما، وتخرج معها سنابل الخير والمنعة والصمود الحقيقي في معركة التحديات التي تخوضها الأمة العربية، سواء في مشرقها على خط المواجهة مع اسرائيل أم في خليجها على حدود ايران,, مع الفارق أن إيران في الخليج ليست إسرائيل في فلسطين، إنما هي شريكة للعرب في الموقع والتاريخ والدين, رصاصتان في الخليج كتاب صدر عام 1971م, يتنبأ ويعلل سبب الدعوة لقيام اتحاد بين دول الخليج أو بالأصح الامارات السبع التي هي دبي وأبوظبي والشارقة وأم القوين ورأس الخيمة والفجيرة وعجمان.
لماذا الدعوة للاتحاد، الدعوة قامت على أساس حماية أنفسهم أي الامارات لاسيما وأن امكانيات الثروة البترولية في أبوظبي سوف تمكن الاتحاد من أن يصبح قوة كبرى في منطقة الخليج, وايضا كانت هناك أسباب جوهرية اخرى منها ان بريطانيا بعد ان بقيت لمدة تزيد عن مائة وخمسين عاما تفرض حمايتها على كل دول الخليج تريد أخيراً ان تنسحب عسكرياً من الخليج توفيراً للنفقات, على ان تبقي بعض نفوذها في بعض مناطقه.
أما بالنسبة لامريكا فان الشركات ذات المصالح في المنطقة هي التي تضع خطوط السياسة الأمريكية في اي مكان في العالم، ولذلك كانت تريد تأمين نوع من الاستقرار في منطقة الخليج على أمل تسوية النزاعات القائمة بين الحكومات والامارات سواء على الحدود أو داخليا، وضمان لتجميع الأسرة الاسلامية الواحدة, في البداية كانت الدعوة الوحدوية تدعو الى انضمام قطر والبحرين الى الامارات السبع,.
ولكن جرت بعض الأمور أعاقت المشروع ولهذا قصة أخرى، ما يهمنا ان الامارات التي اصبحت متحدة فعلاً وعملاً جميعا ترتمي نحو بحر الخليج العربي، يضمها في عقد لازوردي بديع، ومن الطائرة التي تسافر من دولة خليجية الى جارة لها، فسوف ترى منظر البحر أخاذا، زرقة حادة ولكنها شفافة، اعماقه واضحة كأنها تطفو على الماء الصحراء تلفه من كل جانب، وهو مستسلم للرحال, مرتم فوق احضانها كأنه طفل، وعبر الخليج يكاد يكون لوحة متشابهة تمتد آلاف الاميال والشواطئ المترامية فوق الرمال الخفيفة الناعمة شكلا، القاسية فعلا,, الرمال تنزلق من الصحراء، لتمتد داخل البحر عدة كيلو مترات، فتحيل شواطئ الخليج، الى ابدع وامتع مسابح بحرية في الدنيا ويقول الكتاب في إحدى صفحاته ان البحر في الخليج هو الثروة الحقيقية وهوالذي يغذي آبار النفط سواء التي تتكون في أعماقه أم التي تكونت تحت رمال الصحاري وقال احد مديري مصنع عطور باريسي, العرب لم يهتموا في خليجهم سوى باللآلي، مع ان في بحار الخليج ثروات ثمينة وامكانيات معدنية اهم بكثير من مادة البترول، ان بحر الخليج مطواع رقيق، يفتح قلبه باللآلئ ويرتمي عند اقدام شعوب المنطقة يرجوهم ليتحالفوا معه في بناء المنطقة وازدهارها.
الكتاب كما قلنا صدر عام 1971م وحتى اليوم تحققت أشياء كثيرة مما جاء فيه فالنهضة الحضارية شملت نواح كثيرة في حياة ومقومات شعوب دول منطقة الخليج السائرة بعون الله الى الامام.
الأحلام والأماني في حياة الشعوب تقود نحو النصر والرقي اذا رافقها العمل والرغبة الصادقة والتاريخ سلسلة متصلة الحلقات وما كان مجرد امنية وحدوية خليجية تم جزء منها بقيام الامارات العربية المتحدة، نجد عام 2001م ان بقية الحلم سوف يتحقق بوحدة شاملة كبيرة وعميقة وقد ظهر الأمل في قمة المنامة التي عقد بها قمة مجلس التعاون الخليجي الاخير وكان لقاء خير وأمل والمستقبل يحمل لنا أحلاماً اكبر وتطلعات أكثر عذوبة وجمالا ونحن أبناء الخليج نعيش التوق بكل ما هو صادق وعميق مثل بحر خليجنا المعطاء البديع.
|
|
|
|
|
