| وطني
من أجمل لحظات الحياة لحظة ان يجني الإنسان ثمار جده واجتهاده، ومن الأجمل أن نرى الوطن يجني ثمار جد أبنائه جيلا بعد جيل.
واليوم ونحن ننتظر على بركة الله مشروع المملكة العربية السعودية الحضاري الجديد مشروع عبدالله بن عبدالعزيز وأبنائه الطلبة للحاسب الآلي وطني نبارك لقيادتنا الرشيدة هذا التوجه العلمي في طريق النهوض التنموي الشامل لبلدنا الكريم.
فإذا كانت مهمتنا اليوم قبل أي وقت مضى هي أن نربي الأبناء على طرق الحوار، والبحث عن المعلومة وتمحيصها، والتعرف على خفاياها وأسرارها في إطار من الالتزام بالثوابت التي هي أساس تواصلنا مع ثقافات الآخرين، فلا أظن أن هناك وسيلة تجاري الحاسوب للقيام بهذه المهمة بما يحمله من ملايين المعلومات والمصادر العلمية، وما يوفره من سهولة في التعامل وسرعة في الحصول على المعلومة.
لقد كانت الشعوب في الماضي تقاس أميتها بالقدرة على القراءة والكتابة، وعلى انتاج ابنائها العلمي والأدبي معتمدين على الكتب التي كانت ولا شك أنها ستظل مرتكز العلوم، إلا أن ظهور علوم الحاسب وتعدد استخداماته وقدراته جعل دول العالم تتنافس للحصول على السبق في التعرف عليه واستثماره في جميع أوجه الحياة لمزاياه العديدة التي لا يمكن ان تعد او تحصى، لعل أبرزها السرعة والدقة في الحصول على المعلومة، والقدرة على استرجاعها.
وبالتالي أصبحت الدول التي لا يعرف ابناؤها كيفية التعامل مع الحاسب الآلي واستخدامه بشكل واسع أصبحت هذه الدول توصف بأنها أمية، وأنها دول متخلفة تقنياً.
ولهذا السبب سارعت دول العالم المتقدمة والدول المتحمسة التي يهمها مصلحة أبنائها وشعبها الى تخصيص جزء كبير من ميزانيتها لدعم التعليم، وتوفير الوسائل الحديثة في التعليم، ودعم جهود التربويين لكي يستفيدوا ويفيدوا من هذا الوسيط التعليمي الجديد.
وهذا ما حدث من قيادتنا الرشيدة التي أدركت أهمية التقنية، وحظي المشروع بدعم شخصي من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ، ومن سمو ولي عهده الأمين الذي حمل لواء المشروع وسانده بكل الوسائل الممكنة.
وإذا أردنا أن نكون بالفعل فاعلين ومؤثرين للقضاء على أمية التقنية، فما علينا إلا أن نبدأ بأنفسنا ونحارب جهل أمية التقنية، ونحث الأبناء على التواصل مع مصادر المعلومات، وتوفيرها لهم ومراقبتهم، حتى لا نجد أنفسنا في وقت من الأوقات في زمن لا نعرف منه إلا اسمه.
* مدير عام الشؤون المالية و الإدارية بوزارة المعارف
|
|
|
|
|