| العالم اليوم
لأننا لسنا في عصر المعجزات,, فالمعتقد والذي يتزايد بتناقص كل يوم من ايام بقاء الرئيس الامريكي في البيت الأبيض، بأن كلينتون الذي سيضيف إلى اسمه لقباً جديداً بعد اقل من اسبوعين الرئيس السابق لن يكون بمقدوره أن يحقق ما يطمح إليه ويمنح الاسرائيليين صك اعتراف فلسطيني بالتخلي عن الشرعية الدولية التي لاتزال تعطيهم الحق في أرضهم التي تحتلها اسرائيل، والتي لاتزال تعتبر القدس محتلة، وأن الفلسطينيين الذين ابعدوا من فلسطين عام 1948م لاجئون يمتلكون حق العودة وان لهم حدوداً كانت معروفة والموثقة في خرائط يحتفظ بها الكثيرون ولايستطيع الاسرائيليون ولا الامريكيون ولا البريطانيون تزويرها، وأن لهم مياهاً، وأرضاً,, ويستندون الى كل ذلك في قرارات صوتت عليها حتى امريكا قرارات 194 و242 و338.
والذي لم يتحدث عنه الكثيرون أن الحل النهائي الذي يريد كلينتون فرضه على الفلسطينيين يفرض تغييب كل هذه القرارات ومثلما غيبت اتفاقيات اوسلو قرارات مؤتمر مدريد وتحول مبدأ الأرض مقابل السلام الى مبدأ الامن مقابل السلام وهو ما يفرضه باراك على الفلسطينيين اذ يشن عليهم حرباً بلا هوادة لانتزاع سلام استسلامي.
نقول مثلما غيبت اتفاقيات اوسلو، مبادىء مؤتمر مدريد، مبادرة كلينتون تريد تغييب قرارات الشرعية الدولية وتشطب 194 و242 و338 ويتداول الكتاب والساسة بل وحتى الناس مصطلح مرجعية مبادرة كلينتون، بعد ان يفرض عليهم نسيان مرجعية مدريد,, والشرعية الدولية، فاذا ما وقع الفلسطينيون يكونون محكوميين بمرجعية كلينتون,,!! والذي لايصدق هذا القول عليه ان يقرأ ما نشر من بنود مبادرة كلينتون.
فاستبعاد عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين وحصر العودة ببضعة آلاف، يلغي القرار الدولي 194، وتقليص سيادة الفلسطينيين على الحرم القدسي والقدس الشرقية واعادة 95% من اراضي الضفة الغربية يلغي القرار 242، وابقاء المستوطنات الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية وربطها بالكيان الصهيوني وفيما بينها، يفرض تقطيعا للارض الفلسطينية ويجعل من الدولة الفلسطينية ان قامت مجرد كنتونات فلسطينية محاطة بتواجد يهودي وهذا ما يلغي مبدأ الأرض مقابل السلام، حيث سيحصل الاسرائيليون على ما يريدونه من الارض مقابل السلام,, ويرضى الفلسطينيون بالارتهان للارادة الاسرائيلية.
فهل يقدم الفلسطينيون على الانتحار ويحققون لكلينتون احلامه حتى لو بقي في البيت الابيض ليس اسبوعين,, بل اكثر من شهرين,,!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|