| عزيزتـي الجزيرة
تعقيباً على التحقيق مسيرة المرأة السعودية في عاصمة الثقافة العربية في العدد 10293 في جريدة الجزيرة بتاريخ 7 رمضان 1421ه، أثارت كتابتكم لدي شؤوناً وشجوناً، فكانت هذه المشاركة.
لقد سارت المرأة في بلاد الحرمين في دروب التقدم والحضارة وعرجت في مراقي العلا والسمو، تحف بها أنوار ساطعة من التقى والايمان، وتتهادى حولها أشذاء منعشة من الفضيلة والطهر,, ولعلي هنا أزيح الستار عن مجال رائد مضت فيه ابنة التوحيد قدماً، فأشعلت بين جنباته الحق وألهبت الهدى، ألا وهو الدعوة الى الله.
فان جهود نساء الحرمين فيه مباركة، والاسماء مضيئة شامخة، تتلألأ ايماناً وتعبق عفة، بذلت وانتجت وأعطت واثرت، معتزة بمبادئها فخورة بعقيدتها غيورة على دينها، تذكي عزيمتها رغبة صادقة في الاصلاح ونية خالصة في محبة الخير وبذله,, فان اردتها في العلم، بسقت أمامك تلك المقامات المهيبة من معلمات الناس الخير، أمثال الأستاذات موضي الجلهم ولطيفة الصقير ود, شيخة المفرج ود, منيرة الفريحي ود,وفاء العساف والاخوات شريفة الغديان وهند الباز ونوال العيد وايمان السعدون، وغيرهن من كوكبة نيرة أصيلة، يرسخن العقيدة ويعلمن الفقه ويعلمن الأخلاق ويربين الأمة، وأي مجد يرتجى وأي شرف يرتقى بعد ذلك؟وان اردتها في الدعوة، زمجرت في سمعك الهمم، وحلقت أمامك العزائم، فمن القاء المحاضرات وتنظيم اللقاءات الى تلقي الاستفسارات وتربية الناشئات، أمثال الداعيات أسماء الرويشد ونادية الكليبي ووفاء الراجحي وشريفة السعيدي وأمل السيف والبندري الحماد، وغيرهن من النساء الصالحات في جامعاتنا وكلياتنا ومدارسنا.
وان أردتها في الصحافة، عبقت من حولك أشذاء مداد ترقرق عطراً، وكلمات سطعت نوراً، وجهود مباركة في اصلاح المجتمع وهداية الناس وتوعية المرأة المسلمة، من أمثال الأخوات د, سارة بنت عبدالمحسن ود, أفراح الحميضي ود, غريبة الغربي والأخوات أمل الذييب وهيا الدكان وعائشة الودعاني وفاطمة عبدالعزيز، وعصماء الصالح وأسماء الباني وشقراء العبيد ومها الوابل، ونوال بنت عبدالله وأمل بنت عبدالله وغيرهن,وان سألت عنها في مجال البذل والانفاق والاصلاح، وجدت العجب العجاب من اعانة المحتاجين واغاثة الملهوفين واعالة الأسر الفقيرة والأيتام والمعسرين, هذه هي ابنة التوحيد التي يحق لنا بصدق أن نعتز بها ونفخر بانتمائها، فلله درها! كم كف امسكتها وكم ذراع عضدتها وكم عرى أسرة وثقتها وشتات لملمتها، سكبت الضياء في دروب الحائرات، وأفاضت الايمان في جوانح التائهات وسقت البراعم في قلوب الناشئات.
احترق قلبها بصدق غيرة على هوية المرأة المسلمة، فشمرت عن ساعد الجد وحملت الهم، فكانت الثمار الطيبة والنتائج الرائعة,, جاء في احصائية المدارس النسائية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض، ان أول مدرسة افتتحت في عام 1405ه، كانت تضم في بدايتها خمس طالبات فقط! وفي 1420ه وصل عدد المدارس في الرياض 126 مدرسة، وعدد الدارسات يتجاوز 127 دارسة ولله الحمد والمنة, بل لقد امتدت آثار دعوتها المباركة الى خارج الوطن، فهل تصدقون انه بجهود احدى الاخوات الكريمات من بنات هذه البلاد تم طرد عشرات المنصرين من ثلاث عشرة قرية في مجاهل أفريقيا! وأخرى افتتحت مركزاً لتعليم القرآن الكريم ومبادىء الدين الحنيف في قلب أوروبا! وبجهود فارسات صغيرات امتطين صهوة الدعوة بالمراسلة، وصل خيرهن الى عشرات الدول واهتدى على أيديهن مئات من أناس طالما ساروا في الضلال والغي.
ورغم كل ذلك، علمت أي هوية ميزها الله بها واختارها، هوية العقيدة، فاعتزت بها وثبتت عليها، ومضت ترفل في أثواب العفاف والحشمة، تعلم الجبال الكبرياء بحجابها الساتر، وتخطف عيون الشمس بفضيلتها الطاهرة, هذه بشائر خير، يورق لها الأمل في قلوب الصالحين، وتعضد بها الثقة في نفوس العاملين، وتسري رقيقة عبقة كنسمة الفجر لتوقظ الهمة عند العاجزين وتحرك العزيمة لدى الخاملين.
اللهم احفظ ابنة التوحيد، رونق الأمل وصيحة النصر ونور الحق، ووفقها، وخذ بيدها، ومكن من شأن عفافها وسترها ما تقر به عيون أولئك وتغص به حلوق أعدائك, قال الله تعالى: ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين، انهم لهم المنصورون، وان جندنا لهم الغالبون .
أمجاد محمد
الرياض
|
|
|
|
|