|
| الاخيــرة
أبناؤنا على أبواب الاختبارات,,, البيوت في حالة استنفار كامل، والمدارس أيضا لا تقل استنفاراً بإدارييها ومعلميها.
ونتائج هذه الاختبارات هي المقياس المعتمد لتحديد مستقبلهم أولا والتأثير في شخصيتهم ونفسيتهم ثانيا.
وهذه الاختبارات غالبا ما تقوم على مبدأ الحفظ والتكرار لاجتيازها سرعان ما يتم الاستغناء عن مخزون الذاكرة، لأن المخزون قد تم توظيفه لغاية آنية فقط, وهذا على الأقل شعور أبنائنا الطلاب لأنهم معذورون في ذلك، حيث شبح الدرجات ومتطلبات القبول في الجامعات تلاحقهم في كل لحظة من حياتهم سواء أكانوا مع الكتاب أم مع أنفسهم.
ولا أريد أن أدخل إلى دائرة الخطورة في تعامل بعض الطلاب مع هذه الاختبارات,, باللجوء إلى الغش الذي قد يستسهلونه للوصول إلى غايتهم، وهي نسبة ليست بالقليلة وإن كنا نتجاهلها متعمدين مخافة أن نقف أمام خطرها على مستقبل الجميع.
أما آن الأوان كي نجدد في أساليب تقويمنا لتحصيل أبنائنا في المدارس خاصة وأن الدول المتقدمة قد صارت منذ فترة طويلة إلى نظام التقويم المستمر,, الذي جرّبناه نحن في بعض المواد، وأرى أن نتائج هذه التجربة كفيلة بأن تجعلنا نحكم على مدى صحة خطوتنا هذه، على الرغم من أننا لم نضع معايير جديدة للمعلم الذي سيقوم بهذه المهمة الجديدة التي لا يمكن أن تكون ناجحة إذا استخدم معلمونا وسائلهم وأساليبهم التقليدية في عملية التقويم الجديدة.
نحن بحاجة إذاً إلى إعادة نظر في سياسة الاختبارات وفلسفة التقويم التراكمي علاوة على أننا في حاجة أشد إلى تطوير دور وقدرات المعلم بما يتناسب والقرن الجديد بكل ما فيه من جدة.
نحن جرَّبنا التقويم المستمر,, وجرَّبنا سلبية نظام الاختبارات وأثره على تنمية قدرات أجيالنا,, ويعرف المتخصصون منا أن الانتقال إلى فلسفة تعليمية وتقويمية جديدة هو السبيل الأمثل للارتقاء بتعليمنا وبنتائجنا.
نحن نعلم كل ذلك,, ولا نعمل أي شيء من أجل ذلك,.
وتاليتها!
|
|
|
|
|
